منطقة بشيمة القلب التي شهدت في الأيام الأخيرة الكثير من الاحتجاجات وصلت حد الاضراب العام هي منطقة فلاحيه بامتياز حباها الله بأرض خصبة ومياه جوفية حارة يفوق عدد سكانها 8000 نسمة بها العديد من أصحاب الشهائد المعطلين. المعلوم ان هذه المنطقة مقسمة تاريخيا في شكل نظام العروش المتعايشة بشكل تفاعلي تواصلي يؤكد العقلية المنفتحة لسكانها.ورغم هذه الإمكانيات الطبيعية والبشرية الهامة فان بشيمة القلب تعيش حالة من التهميش والفقر المدقع في أحيان كثيرة.. وتنتشر في المنطقة العديد من المشاريع الفلاحية لمستثمرين تونسيين من مختلف أنحاء الجمهورية و أجانب بعضهم ينتمي الى دول عربية تنتج أساسا الباكورات وتهتم بفلاحة البيوت المكيفة هذه المشاريع تشغل العديد من اليد العاملة النسائية ولكنها تبقى من أشكال التشغيل الهشة ويتجلى ذلك في الأجور البخسة المقدمة إليهن وغياب التغطية الاجتماعية وعدم الاستمرارية رغم ما يقدمنه من مردود وما يوفرنه من إنتاجية تصدر بالعملة الصعبة لشتى أنحاء المعمورة. وتجدر الاشارة الى ان واحة بشيمة التي تعتبر الرئة الطبيعية لكامل المعتمدية هذه الواحة البكر تعرضت لعديد التجاوزات وأصبحت مهددة بالجفاف نتيجة نقص المياه وسوء التصرف فيما هو متوفر منها من قبل المسؤولين المتداولين بصفة عشوائية على الجمعيات المائية وكذلك لاستئثار المشاريع الفلاحية بالحصة الاوفر من مياه بشيمة فهي صاحبة الماء ومصدره ومع ذلك تعيش العطش الشديد خاصة في فصل الصيف حيث تفوق دورة المياه الشهر والنصف رغم ما عرف به سكان هذه المنطقة من حبهم للأرض وتعلقهم الشديد بها رغم كل الصعاب.وقد انعكس تراجع الانتاجية الفلاحية ببشيمة على السوق المحلية للخضر واللحوم يالحامة وهو ما زاد في التهاب الأسعار الملتهبة أصلا.. واضافة الى ما سبق تعيش هذه المنطقة عديد المشاكل البيئية مما يجعل منها مهددة بالأوبئة والأمراض بمختلف أنواعها بسبب محطة التطهير التي ركزت قصرا بدون دراسة فنية تراعي جغرافية المكان والجانب الصحي للسكان..بقي أن نشير إلى ضرورة الاعتناء بهذه الواحة البكر المعطاء حتى تكون قبلة للسياح ورافدا من روافد التنمية.