أعادت الاحتجاجات السلمية يوم أمس لعمال معمل السكر ببن بشير امام ولاية جندوبة الى الأضواء موضوع المعمل المغلق منذ شهر سبتمبر 2011 والذي يتهدده الإغلاق نظرا للخسائر الفادحة التي يسجلها.
العمال باركوا اهتمام ممثلي حركة النهضة بجندوبة بالموضوع وخاصة عضو المجلس الوطني التأسيسي عن الحركة احمد المشرقي الذي كان وراء عديد الاجتماعات الجهوية والمركزية والتي لم تفض الى نتيجة تنهي مشكلة المصنع الذي كان من مفاخر التنمية الصناعية بالجهة قبل إغلاقه سنة 1999، وتفكير الدولة في تفكيكه وبيعه في شكل خردة إلى مصنع الفولاذ. عودة المصنع الى النشاط بعد اقتنائه من قبل شركة استثمارية يساهم فيها رجال أعمال تونسيون وعرب سنة 2008 أعادت الأمل لأبناء الجهة التي تفتقر الى وحدات صناعية تستوعب العاطلين عن العمل ولكن الريح لم تجر كما تشتهي السفن. فالاستثمارات الضخمة لإعادة تشغيل المصنع والمقدرة ب25 مليارا في مرحلة اولى اصطدمت بغياب المادة الأولية وهي اللفت السكري الذي غابت زراعته عن الوجود في المنطقة بسبب إغلاق المصنع رغم ان الدولة أنجزت منطقة سقوية بآلاف الهكتارات في الجهة لتنمية زراعة اللفت السكري المفيدة في التحويلات الصناعية والأساسية في التداول الزراعي الذي يضمن سلامة التربة وخصوبة الاراضي الزراعية. العمال يناشدون الحكومة التحرك بسرعة لإنقاذ المصنع وتوفير المساحات الزراعية التي يكفي منتوجها من اللفت السكري لتشغيله. ويتساءلون عن السبب في تعطل ملف التسوية ، والذي يرجعه العمال الى غياب إرادة جدية في أخذ القرار ومعالجة الملف الذي يعتبرونه جزءا من تركة المقاربة الفاشلة للتنمية الجهوية قبل وبعد الثورة وخاصة في مناطق الشمال الغربي وجندوبة تحديدا. يذكر ان مشكل المصنع كان سببا في اعتصام الأهالي والعمال في شهر ديسمبر وأغلاقهم مصنع الخميرة المجاور ولم يتم فض الاعتصام الا بتدخل حمادي الجبالي قبل استلام مهامه الحكومية وقتها . بعد تفاعل النهضة وتحركها للتحسيس بمطالب العمال ورغبتهم في إنقاذ المصنع من الإغلاق هل ستتحرك الحكومة لمعالجة هذا الموضوع بصورة جذرية وعاجلة وعادلة؟.