تأسس في الفترة الأخيرة اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين وهو هيكل نقابي مستقل يعمل كعمادة للأساتذة الجامعيين هذا الهيكل الوليد بدأ في التحرك من أجل اصلاح المنظومة الجامعية او إعادة تأسيس الجامعة اضافة الى فرض التعددية النقابية وتشريكها في لجان إصلاح الجامعة. مع المنسق العام للاتحاد نجم الدين جويدة كان لنا هذا الحوار.
ماهي دواعي تأسيس اتحاد الاساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين؟
نظرا الى خصوصية قطاع الأساتذة الجامعيين الباحثين قمنا بتأسيس هذا الاتحاد بمقتضى القانون الأساسي المؤرخ في 26 سبتمبر 2011 والصادر في الرائد الرسمي عدد 120 بتاريخ 6 أكتوبر 2011، وهو نقابة وطنية ديمقراطية مستقلة بعيدة عن كل التجاذبات السياسية والايديولوجية وعن اي مركزية نقابية متعددة الاختصاصات، ويبقى الهدف الأسمى من وراء تأسيس هذا الاتحاد هو تكوين عمادة للأساتذة الجامعيين الباحثين توحد صفوفهم وتلم شتاتهم في هيكل يمكن ان يرقى الى مستوى طموحاتهم وتطلعاتهم.
ماهي أهداف هذا الاتحاد؟
المساهمة في الارتقاء بمنظومة التعليم العالي والبحث الى المواصفات العالمية، وضمان استقلالية الجامعة والنأي بها عن كل التجاذبات، والعمل على ارساء الممارسة الديمقراطية داخل الجامعة وترسيخ الحريات الأكاديمية والعلمية، وتوحيد صفوف الأساتذة الجامعيين الباحثين من أجل الدفاع عن جميع مصالحهم المادية والمعنوية، وإرساء قانون أساسي يرقى الى مستوى طموحات الجامعيين.
ما هي الأنشطة التي قمتم بها منذ تأسيس اتحادكم؟
من بين الأنشطة الهامة التي قمنا بها تخليد الذكرى الأولى لرحيل فقيد الجامعة التونسية الشهيد حاتم بالطاهر الذي أطفأت شمعته رصاصة القناص الغادر يوم 12 جانفي 2011 وخلف وراءه أرملة وطفلة عمرها ثلاث سنوات ورضيعا لم ير والده.
كما نظمنا استشارة شملت كل الأساتذة الجامعيين بإناباتنا المحلية، شبكات التواصل الاجتماعي «فايس بوك» من خلال المنتديات الخاصة بالأساتذة الجامعيين الباحثين وعلى صفحتنا الرسمية، ثم تم تتويج هذه الاستشارة بورشات عمل حول اصلاح الجامعة تحت عنوان «إعادة تأسيس الجامعة» امتدت على ثلاثة أيام 101112 فيفري 2012 بالحمامات بحضور أكثر من 120 أستاذا جامعيا باحثا من مختلف الاختصاصات ومن مختلف المؤسسات الجامعية التونسية وضيوف ذوي خبرات دولية قدّموا مداخلات لإثراء الحوار والاستفادة من تجاربهم في منظومات أثبتت نجاحها.
وقد انبثق عن هذه الاستشارة كتيب يضم مشروع «إعادة تأسيس الجامعة» يمثل الخطوط العريضة والتوجهات العامة التي تعتبرها إجابة من الأولويات في اصلاح الجامعة والتي ستسهر على ارسائها في إطار الديمقراطية التشاركية وإيصال صوت الجامعيين ودعم رغبتهم الحقيقية في الرقي بالجامعة الى المقاييس العالمية.
علمنا أنكم قمتم مؤخرا بوقفات احتجاجية أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وأمام المجلس التأسيسي. ماهي دوافع هذه الوقفات؟
مشروعنا الاصلاحي جريء وطموح ويرفض إعادة انتاج نفس المنظومة عبر اصلاح «بنفسجي» يقوم على إضافة بعض المساحيق وال«رتوش» دون اصلاح جذري وحقيقي، وهو ما أدى الى رفضه من عديد الأطراف المتمعشة من النظام البائد والتي لازالت تتمتع بنفوذ داخل الوزارة وهو ما تجلى في اقصائنا من تكوين لجان الاصلاح التي ستمتد أشغالها على مدى ثلاث سنوات، بالرغم من كوننا عنصرا نقابيا فاعلا تمكن في وقت قياسي من التواجد في أكثر من 25 مؤسسة جامعية في كامل انحاء الجمهورية ويضم أكثر من 600 منخرط.
قمنا بوقفة احتجاجية أمام الوزارة للتنديد بهذه السياسة الاقصائية وللمطالبة بحقنا المشروع في المشاركة في هذه اللجان كما قمنا بوقفة أمام المجلس التأسيسي تلتها مقابلة مع النائبة الأولى لرئيس المجلس في ظل تواجد هذا الأخير في مهمة بالخارج أكدنا فيها على ضرورة إدراج بند في الدستور يكرّس الحرية والتعددية النقابية.