قامت اربع جمعيات عالمية وتونسية بزيارة بعض مناطق ولاية القصرين لتقديم بعض المساعدات الطبية وللإطلاع على الواقع الاجتماعي عن كثب. وهذه الجمعيات هي جمعية التكافل النمساوية وجمعية IHH aide interhumaine internationale التركية وجمعية الزيتونة ببلجيكا وجمعية رزق بحلق الوادي,
وذلك تحت استضافة جمعية البر الخيرية بالقصرين باستضافة هذه الجمعيات, وكان الدور الأبرز لجمعية رزق بربط الصلة بين كل هذه الجمعيات ولاختيار ولاية القصرين كمنطقة زيارة من بين المناطق الأخرى.
كان لجمعية التكافل النمساوية زيارة سابقة لمدينة القصرين, اذ قدمت في عيد الأضحى الفارط 68 رأس غنم لبعض العائلات الفقيرة, واستقدمت معها حاليا حوالي 70 كرسي متحرك ومجموعة من آلات قياس السكر بالدم, وستقوم جمعية البر الخيرية بتوزيعها على مستحقيها, وحسب شروط محددة وملفات واضحة.
والهدف الأساسي لزيارة هذه الجمعيات هو الوقوف على وضع الجهة الحقيقي, وخاصة في ثلاثة محاور أساسية وهي, المؤسسات التربوية, المعوقون والمستشفيات, وذلك لتحديد جدول عمل للتدخلات على مدى طويل.
وقد قامت الجمعيات بزيارات ميدانية لعائلات بعض المعوقين بحي الزهور ثم انتقلت الى مدرسة ابتدائية بمنطقة خنقة الجازية التي تبعد عن مدينة القصرين حوالي 40 كلم ,ثم انتقلت الى منطقة أولاد خليف التي تفتقر الى مدرسة.
وقد عبر عبد الكريم بوسالم, رئيس جمعية التكافل النمساوية, عن استيائه من الأوضاع المزرية التي تشهدها المنطقة وخاصة في عدم الاهتمام بالمعوقين وأصحاب الحاجات الخاصة وكذلك لمؤسسات التربوية التي تفتقر حتى الى الماء الصالح للشراب ودورات المياه, وأكد في حديثه على اصرار جمعيته للتدخل وتقديم المساعدات اللازمة حسب دراسات ميدانية.
وأما نجيب بوسالم, رئيس جمعية رزق بحلق الوادي, فقد أكد على عدم رضائه من أداء بعض الجمعيات المائية التي تقطع الماء الصالح للشراب عن المؤسسات التربوية كما أبدى استغرابه من كون أطفال المدارس وخاصة مدرسة خنقة الجازية يقطعون مسافة 10 كلم للوصول الى مدرستهم, وهو ما أدى الى انقطاع اغلبهم عن مواصلة دراستهم.
وأما نبيل العوني, رئيس جمعية الزيتونة ببلجيكا, فقد ابدى استغرابه من الوضعية السيئة التي يعيشها المعوقون بالجهة من اهمال ونسيان وعدم مبالاة, وأكد عزم جمعيته وخاصة ابناء تونس ببلجيكا من تقديم كل الدعم الى ابناء ولاية القصرين, وأكد بان الجالية التونسية بالخارج تعمل على جمع الأموال والمساعدات الطبية لتقديمها خاصة لهذه الجهة المحرومة.
وقد اكد علي كوتش, رئيس جمعية IHH التركية, بعد اطلاعه على وضع الجهة, بان ولاية القصرين تحتاج الى الكثير من التدخلات, ونظرا لأن جمعيته عالمية ولها خبرة كبيرة من خلال تدخلاتها في الكثير من الدول العالمية وخاصة الأفريقية, فإنها ستركز عملها خلال الأشهر القادمة في بعض ولايات تونس وخاصة القصرين, للعمل على الاهتمام بالمعوقين وتحسين وضعية بعض المؤسسات التربوية, كما تمّ الوعد بإنشاء مدرسة بمنطقة أولاد خليف, وذلك بعد ان تبين له بان كل ابناء المنطقة قد انقطعوا عن تعليمهم نظرا لأنها مدرسة جبلية وأقرب مدرسة اليها تبعد 10 كلم.
وأما محمد الناصر الناصري, رئيس جمعية البر الخيرية بالقصرين, فقد أكد لنا في كلمته على شكره الجزيل لجمعية رزق التي كانت همزة وصل بينها وبين كل الجمعيات الأخرى, وأكد بان جمعيته ستقوم بتجهيز كل الدراسات اللازمة لتدخل هذه الجمعيات التي سخرت نفسها لخدمة الجهة, مثمنا مجهوداتها الكثيفة والجدية.