انتظر الجميع ردّ فعل ايجابي في قيمة وحجم الدور الثاني من تصفيات رابطة الأبطال الافريقية من النجم أمام أكاديمية أمادو ديالو الايفواري، لكن أكثرهم تفاؤلا لم ينتظر أن يكون الحسم في لقاء الذهاب بتلك الطريقة وذلك لعدة أسباب. أولها أن المنافس ليس بذلك «العظم الطري» خاصة وأن الفريق الايفواري سبق له في الدور الماضي أن فاز على شبيبة بجاية الجزائرية ذهابا وإيابا، لكن المدرك لخفايا الامور ولتاريخ النجم مع المواجهات القارية بإمكانه أن يتوقع ما حصل عشية أمس وأكثر. منذ البداية نزل النجم بكل ثقله الى الهجوم بحثا عن الوصول الى شباك الزائرين بأسرع وقت ممكن حتى تكون مهمته أكثر سهولة وقد نجح تبعا لذلك في فرض سيطرة شبه كلية على مجرى اللعب مكنته من تهديد مرمى الحارس كلوفيس في مناسبات عدة الا أن حسن تمركز مدافعي الفريق الضيف من جهة وغياب اللمسة الأخيرة جعل هذه السيطرة تكون في مجملها عقيمة بدليل أن الفرصة الوحيدة التي تستحق الذكر جاءت في الدقيقة 25 لما وجه لمجد الشهودي تصويبة قوية تصدى لها القائم. نتيجة الضغط بمرور الداقئق واصل النجم اكتساحه لمناطق أكاديمية أمادوديالو ومع مطلع الدقيقة 28 ونتيجة للضغط الهجومي المكثف نجح نفس اللاعب لمجد الشهودي في مغالطة الحارس الايفواري وافتتاح النتيجة (1-0) بعد عناء طويل وعلى اثر هذا الهدف لاحت بعض الثغرات في الخط الخلفي للمنافس وقد كان بامكان النجم مضاعفة النتيجة الا أن أنانية لسعد الجزيري حرمت فريقه من ذلك بينما كان زميله الحاج عصمان باري في موقع مناسب التسجيل نفس هذا اللاعب وعلى اثر هجوم منسق انطلق وجها لوجه مع الحارس كلوفيس وهذا الأخير ينقذ مرماه من هدف محقق لما حول الكرة الى الركنية في الدقيقة 33. ضربة جزاء مهدورة طوال الشوط الأول اكتفى فريق أكاديمية أمادو ديالو بتحصين دفاعه تفاديا لقبول أكثر ما يمكن من الأهداف تحسبا للقاء الاياب مع القيام من حين لآخر ببعض الهجومات المعاكسة الخطيرة وهو ما وفر لخط هجوم النجم مزيدا من المساحات التي مكنت زملاء عادل الشاذلي من مزيد تهديد مرمى كلوفيس. ومع مطلع الدقيقة 43 لمس المدافع كريستيان الكرة في المنطقة المحرمة ليعلن الحكم عن ضربة جزاء تولىالشهودي تنفيذها، لكن الحارس الايفواري حول الكرة الى الركنية. نفس السيناريو في الشوط الثاني دخل النجم بنفس نوايا الشوط الأول وقد توفرت له عدّة فرص لمضاعفة النتيجة بواسطة الحاج عصمان باري في الدقيقة 47 ثم عن طريق لسعد الجزيري في الدقيقة 51، إلاّ أن التسرع من جهة واليقضة الدفاعية للايفواريين أبقت النتيجة على حالها. الجزيري يضاعف النتيجة أمام الصعوبات الكبيرة التي صادفتهم في اختراق دفاع الايفواريين اعتمد لاعبو النجم على مهاراتهم الفردية وقد نجح لسعد الجزيري في الدقيقة 53 من التلاعب بالمدافع توليز دافو ليعلن الحكم المصري عن ضربة جزاء وإقصاء اللاعب المذنب وقد تولى نفس المهاجم تنفيذها معلنا عن تقدم النجم بنتيجة (2/0). الجزيري يبني والفالحي يهد من أجل تدعيم الحصيلة كان على النجم أن يزيد في ضغطه في ظل النقص العددي للمنافس وفي الدقيقة 55 نجح لسعد الجزيري مرة أخرى في الحصول على ضربة جزاء أصر رضوان الفالحي على تنفيذها لكن الحارس الايفواري كان مرة أخرى في الموعد وأنقذ مرماه من هدفا ثالث. ضريبة الاستسهال ازاء اضاعة عدة أهداف محققة كانت كافية لحسم ورقة الترشح منذ لقاء الذهاب كان لابدّ للنجم ان يدفع ضريبة الاستسهال وعدم احترام المنافس وقد تجلى ذلك في الدقيقة 60 لما نجح البديل يانيك في تذليل الفارق بارتماءة رأسية غالطت الحارس المثلوثي (21) علما بأن حارس النجم تدخل في الدقيقة 61 وحوّل تصويبة قوية الى الركنية منقذا مرماه من هدف التعادل. مصعب «سهلها» خلال العشر دقائق المتبقية عمد المدرب فوزي البنزرتي الى القيام ببعض التحويرات من أجل إعطاء روح جديدة لفريقه ولم تكد تمرّ بضعة دقائق على دخول مصعب ساسي حتى نجح هذا الأخير في رفع الحصيلة الى (31). روعة من قدم الشاذلي عادل الشاذلي قيدوم الفريق الذي كان وراء تمريرة الهدف الثالث استنجد في أواخر اللقاء بما لديه من خبرة وأهدى تمريرة ثانية ممتازة على طبق كانت كافية ليتولى حاتم البجاوي امضاء الهدف الرابع وهو هدف أعاد الطمأنينة الى نفوس الجميع ولو أنه يبقى غير كاف لحسم الترشح بالنظر الى حجم المنافس الذي ترك انطباعات طيبة لكل متابعي هذا اللقاء.