تنتظر إمارة الشارقة وهي احدى الإمارات السبع المكونة لدولة الإمارات العربية المتحدة قرارا من منظمة «اليونسكو» لإدراج بعض مواقعها الأثرية على القائمة النهائية للتراث العالمي. وكانت اليونسكو قد اعتمدت على قائمتها التمهيدية لدى مركز التراث العالمي موقعي «المنطقة الوسطى» و«صير بونعير» ضمن ستة مواقع مرشحة للتصنيف العالمي ذاته قدمها المجلس الوطني للسياحة والآثار في دولة الإمارات العربية المتحدة عن هذا الموضوع وعن أيام الشارقة التراثية كان لنا لقاء مع الاستاذ والباحث عبد العزيز المسلم الخالدي مدير التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والاعلام بإمارة الشارقة. أستاذ هل تعتقد انه ثمة فرصة لإدراج هذه المواقع ضمن التراث العالمي؟ المعركة من أجل الفوز بتصنيف هذين الموقعين ضمن التراث العالمي قد انطلقت بحظوظ وافرة نظرا الى ما يتمتعان به من مميزات أثرية وطبيعية لا نظير لها في العالم... ما هي هذه المميزات؟ عديدة هي الخصائص الأثرية والطبيعية منها الشعب المرجانية الآسرة والسلحفاة الخضراء النادرة والتنوع الحيواني الذي سيكون حصاننا الرابح في معركة التصنيف، هذا الى جانب ما تفخر به الشارقة من تاريخ ضارب في القدم، فمن منطقة «كلباء» مر الرحالة الأسطورة ابن بطوطة، وهناك أيضا نجد أثار من العصر الحجري الوسيط ونبات القرم البحري الذي يعد أفضل حاضنة للحيوانات البحرية النادرة. هل تعتقدون أن المنافسة ستكون شديدة؟ ما في ذلك شك، في منظمة «اليونسكو» تلعب التحالفات واللوبيات دورا كبيرا في إمالة الكفة الى جهة دون أخرى، لكننا متفائلون ونحرص شديد الحرص على ان يتم ادراج بعض المواقع الإماراتية ضمن التراث العالمي. ما هي المواقع الإماراتية الاخرى التي تم ترشيحها الى جانب مواقع إمارة الشارقة؟ هناك أربع مواقع أخرى وهي موقع «أم النار» في أبوظبي وموقع «خور دبي» وموقع «الدور» في أم القوين ومسجد البدية في الفجيرة، وذلك حسب المراسلات الرسمية بين اليونسكو والمجلس الوطني الإماراتي للسياحة والآثار. وما الهدف الأساسي من الحرص على ادراج هذه المواقع ضمن التراث الانساني العالمي؟ الهدف هو الحفاظ عليها ودعمها فعندما تصبح ضمن التراث الانساني لا يمكن إهمالها ولا يمكن ادخال اي تغييرات عليها... كما أن ادراجها ضمن التراث الإنساني يبرزها كوجهة سياحية عالمية. وماذا عن أيام الشارقة التراثية؟ المهرجان بلغ هذا العام دورته العاشرة وقد اتسع في الساحة ومن حيث المنطقة، فقد بدأ المهرجان في ساحات ضيقة وفي منطقة التراث في الشارقة القديمة ثم ما لبث ان توسع حتى بات يهيمن على جميع الساحات في تلك المنطقة ثم صار اليوم يقام في مدن أخرى وأصبح لدينا باقة من المهرجانات. ما الجديد ايضا في هذه الدورة؟ البرنامج الفكري أهم ما يميز دورة هذا العام فقد وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة بأن يوازي الفعاليات الشعبية في المهرجان برنامج فكري يرضي شريحة الباحثين والدارسين في التراث، هذا البرنامج الفكري يتضمن الندوات العلمية والمقاهي الثقافية اضافة الى المنشورات مثل النشرة اليومية وكتاب المهرجان... الجديد ايضا الأروقة العربية التي أدرجناها هذا العام لأول مرة. قد لاحظنا حضورا تونسيا في النشاط الفكري، لكن غابت تونس في الأروقة والأجنحة؟ هذا صحيح، لكن علاقاتنا الثقافية بتونس علاقات متميزة وإن شاء ا& في الدورة المقبلة ستكون تونس ضمن ضيوفنا الأعزاء فتونس التي زرتها وأعرفها لها تراث غني ومتنوع، ومشاركتها في أيام الشارقة تحقق الاضافة. هل أحصيتم عدد زوار الأيام؟ عدد الزوار من المواطنين والسواح بلغ هذا العام 500 ألف زائر، عدد كبير من السواح صاروا ينسقون عطلهم مع فعاليات المهرجان. هل حقق المهرجان برأيكم أهدافه هذا العام؟ المهرجان بالنسبة لنا هو قوة جذب سياحية نحو إمارة الشارقة، وقد نجح المهرجان في ذلك، ونعتقد أنه في الدورات القادمة سيجعل الى جانب التظاهرات الثقافية والفنية الاخرى التي تحتضنها الإمارة سنويا الشارقة محطة متميزة في السياحة الثقافية العالمية.