كنت كتبت قبل أيام عن الشاعر والمناضل والكاتب الصحفي عمار منصور وعندما حضرت الأربعينية التي نظمها عدد من أصدقائه ورفاقه ظهر السبت مع أربعينية المناضل محمد بن جنات ازددت يقينا بضرورة المبادرة بإنصاف عمار منصور الشاعر الذي كان صوتا مجددا لكن زهده وتواضعه حرماه من أن يكون له موقع في المشهد الشعري. لقد ظلمت هذه الأربعينية دون قصد عمار منصور الذي ظلم في حياته فقد كان من المفروض أن يخصص حيز أكبر لعمار الشاعر والكاتب الصحفي وهذه ليست مسؤولية أصدقائه فقط ولا عائلته بل مسؤولية نقابة كتاب تونس ورابطة الكتاب الأحرار التي صمدت في زمن الصمت وكان من المفروض أن تبادر الى تنظيم أربعينية تليق بشاعر كتب معظم قصائده وراء الأسوار كما كان السجن الذي عاناه حقيقة وليس تصورا مجازيا في أغلب أعماله الشعرية . إن عمار منصور ليس مجرد قوس في التجربة الشعرية التونسية ولكنه شاعر استثنائي عاش الشعر ولم يكتبه فقط فلابد من إعادة الاعتبار لهذا الشاعر الكبير الذي غاب صوته في الزحام ولم تزده سنوات العذاب والسجن الذي عاناه إلا إصرارا وثباتا وصمودا . طبع الأعمال الشعرية لعمار منصور وجمع مقالاته ومخطوطاته أمر أكثر من واجب ليس على عائلته بل على الأسرة الثقافية والقوى الديمقراطية التي عرفت عمار صوتا منتصرا للحياة والحرية في زمن الصمت والاستبداد. صديقي عمار.... سلاما لروحك .