الإجماع حاصل بين الأهالي على أن جزيرة قرقنة هي من أكثر مناطق البلاد تضررا من النظام السابق البائد ، فالأرخبيل همش لعقود كعقاب جماعي لنضالات أبناء الجزيرة ..أحفاد حشاد وعاشور مطالب الأهالي المشروعة تعددت وتنوعت. وقد عبر شبابها أول أمس الإربعاء عن امتعاضهم من التهميش المتواصل من خلال بعض الوقفات الإحتجاجية التي تطالب بالتشغيل وبالتقسيم العادل للثروات وباعتماد ملعب فرحات حشاد بالجزيرة في المقابلات الرياضية، خاصة وان الفضاء احتضن امتحانات باكالوريا الرياضة في ظروف حسنة جدا بفضل تظافر جهود أبناء الجزيرة والمربين والأولياء على حد السواء..
هذا ما أكده النقابي عبد الوهاب البكوش عضوالنيابة الخصوصية ببلدية قرقنة الذي أضاف أن الجزيرة تعاني من عديد الصعوبات والمشاغل والمشاكل التي تراكمت لعقود وقد آن الأوان بعد ثورة 14 جانفي لمعالجتها بتشريك كل الطاقات والفئات الاجتماعية من شباب وكهول لاتخاذ مجموعة من الخطوات والإجراءات لفائدة الأرخبيل . المتحدث قال ان قرقنة تتميز بطاقات شابة خلاقة ونشيطة مضيفا ان توحيد مجهودات متساكني الجزيرة وأهاليها من موظفين وبحارة ومعطلين عن العمل ومثقفين ومكونات المجتمع المدني وغيرهم من شأنه أن يعمل على إثارة المشاغل وتبويبها وفق الأولويات للعمل على تحقيقها .
ويثمن المتحدث دور شباب قرقنة في حماية الجزيرة وحماية ثورة 14 جانفي التي لعب فيها الأرخبيل دورا كبيرا ودليله في ذلك استشهاد أحد شباب الجزيرة المرحوم سليم الحضري مبينا أن حماس الشباب ورصانتهم وعقلانيتهم لعب دورا محوريا في قرقنة بعد 14 جانفي.
الناظر العام للدائرة الصحية السيد عبد الوهاب البكوش انتقد بعض الأحزاب في تعاطيها مع مشاغل قرقنة مبينا أن بعضها قطع علاقته بالجزيرة مباشرة بعد الحملة الإنتخابية ..نفس اللوم وجهه للإعلام الوطني مبينا انه لم يعمل على إثارة المشاغل الحقيقية لجهة معزولة تتميز بنضالها التاريخي في دحر المستعمر ومحاربة النظام السابق وبطيبة أهاليها وجمال طبيعتها وأهمية ثرواتها البحرية والبترولية..
أهالي قرقنة يطالبون اليوم ببعث هيكل تمثيلي منتخب ذي سلطة تقريرية مهمته وضع برامج للتنمية التي تراعي خصوصية المنطقة التي آن الأوان لتقسيمها إلى 3 مناطق بلدية غربية بمليتة ووسطى بالرملة وشرقية بالعطايا لتأمين المردودية والنجاعة.
اقتناء باخرة جديدة لتدعيم أسطول النقل البحري قبل حلول صائفة 2012، وتأمين مجانية نقل مواد البناء وتوسيع الميناء التجاري وإنجاز ميناء خاص بالصيد البحري بمنطقة سيدي يوسف ودعم قطاع الصيد البحري، هي من المطالب الرئيسية لأبناء الجزيرة الذين ينادون بتصنيف قرقنة «منطقة سياحية نوعية ذات أولوية» مع رصد ميزانية خاصة لترويج وتسويق المنطقة وتثمين تراث الجزيرة الأثري كبرج الحصار ودعم المشاريع التي تحفظ الذاكرة الجماعية كمتحف العباسية ودار النجاة..هي من المطالب الرئيسية للجزيرة التي تنضاف إليها مطالب أخرى مشروعة وحقيقية..
ومن المطالب الأخرى التي ينادي الأهالي بتفعيلها الدعوة إلى إدماج قرقنة ضمن التراث العالمي وإعداد ملف في الشأن لمنظمة اليونسكومع إنجاز الميناء الترفيهي المبرمج منذ سنة 1984 وبعث منطقة صناعية نظيفة وقرية حرفية للصناعات التقليدية ومساعدة أصحاب الشهائد من المعطلين عن العمل على بعث المشاريع وإلزام الشركات البترولية العاملة بالجزيرة بالبرامج التنموية وإلزامها بإعطاء الأولوية لأبناء الجزيرة في التشغيل ..
يل المستشفى الجهوي بقرقنة وتمكينه من أطباء الاختصاص والإطار الطبي وشبه الطبي ..هي كذلك من المطالب الرئيسية للأهالي والتي عبر عنها أبناء الجزيرة من خلال وثيقة تحمل اسم «قرقنة تسمع صوتها» ينتظر رفعها لاحقا إلى المجلس التأسيسي والحكومة الانتقالية..