شلت الحياة يوم أمس الإثنين بجزيرة قرقنة بعد أن نفذ البحارة والأهالي وقفة احتجاجية بمنطقة الرملة مطالبين بقرارات عملية توقف نشاط «الكياسة». وقد اضطرت أغلب الإدارات العمومية و بعض المؤسسات التربوية إلى إغلاق أبوابها أمام المواطنين و التلاميذ بعد تضامن أبناء المنطقة معهم و التفافهم حول مطلبهم المشروع في القضاء على ظاهرة الصيد ب «الكيس» وهي الظاهرة التي انتشرت بشكل لافت للانتباه رغم اعتراض البحارة على هذا الشكل من الصيد غير المشروع. ودعا البحارة بصوت واحد إلى القضاء على ظاهرة «الكيس» مذكرين بسلبيات هذا الشكل المحجر في الصيد و تأثيراته الوخيمة على البحر والبحارة مبرزين ما تحملوه من خسائر في وسائل صيدهم بمفعول نشاط الكياسة خاصة منهم الوافدين على جزيرة قرقنة من خارجها و الذين استباحوا البحر في غياب الرقابة. واستحضر البحارة التأثيرات السلبية للصيد بالكيس ودوره في تدمير البيئة والقضاء على الثروة السمكية التي تمثل مورد الرزق الأساسي لأهالي الجهة باعتبار طبيعة الأرخبيل و طبيعة النشاط العام للأهالي في جهة يعاني عدد كبير من شبابها من البطالة. وكان الأهالي قد حذروا الجهات المعنية من تجاهلها لمطلبهم «القديم الجديد» و الذي من اجله نفذوا العديد من الإعتصامات في وقت سابق، لكن هذه التحركات السلمية لم توصلهم إلى إقناع السلط المحلية والجهوية والوطنية إلى اتخاذ قرار صارم وحازم يوقف زحف بحارة «الكيس» من خارج الجزيرة إلى الأرخبيل للصيد بالكيس. وحسب الاتصالات الهاتفية الواردة علينا من بحارة القراطن والعطايا ومليتة وغيرهم من مناطق الجزيرة، فإن المضربين سيواصلون احتجاجاتهم بكل الأشكال السلمية المتاحة حتى تتخذ الجهات المعنية القرار الحكيم و المنطقي للقضاء على الظاهرة التي نجم عنها في السنة الفارطة العديد من المصادمات داخل البحر بعد أن تعمد بعض البحارة من خارج قرقنة استباحة سواحل الجزيرة وممتلكات البحارة.