يرافق المعاناة اليومية للمواطنين من أبناء معتمدية الوسلاتية.. غياب متواصل لمعتمد الجهة عن مكتبه منذ تعرضه الى حادثة طرده وفي ظل هذا الغياب كثرت مطالب المواطنين وتواصل غياب الحلول لمشاغلهم الكثيرة وتطلعاتهم الى غد افضل. قائمات مطالب كثيرة تتعلق بالتنمية من تحسين المرافق الأساسية والتشغيل والجوانب الاجتماعية والاقتصادية. فهؤلاء المواطنون يضطرون الى التنقل الى مقر ولاية القيروان من اجل نقل مشاغلهم الى والي الجهة بحثا عن حلول.
وتفتقر الوسلاتية الى منطقة صناعية ومؤسسات مشغلة وتعد آلية الحضائر الوقتية ابرز وجهات المواطنين التي تختلف حولها التقييمات وتحوم حولها شكوك الارتياب بسبب ما يقال عن وجود محسوبية ومغالطات في قبول المطالب فضلا عن ان عددا من المتمتعين بالآلية يحصلون على المرتب ولا يصنعون شيئا بالمقابل. في حين يطالب بعض أعوان الحضيرة بالإدماج وتسوية الوضعية امام وجود شغورات يشغلونها وأمام بذلهم لجهود ملحوظة من اجل القيام بالواجب. قبل ان يفوت القطار
نعيمة المزوغي (41 عاما) تقول انها تشتغل ضمن آلية الحضائر الوقتية منذ 4 سنوات تنقلت من العمل عن طريق المناولة الى العمل بالمنبت ضمن الحضائر ثم تنقلت الى العمل عاملة تنظيف بالمدرسة الإعدادية بالوسلاتية. وتقول ان المرتب لا يرضيها (250 دينارا) وتطالب وزير التربية بالترسيم نظرا لظروف أسرتها الصعبة من مصاريف دراسة الأبناء (4 أبناء) وزوجها المريض. وقد وجهت رسالة الى وزير التربية من اجل تسوية وضعيتها ومن اجل حماية ابنائها من التشرد ومواصلة دراستهم في ظروف اجتماعية ومادية حسنة.
ونفس المطلب تتمسك به عيشة الملولي (49 عاما) التي تخشى ان يفوتها قطار الانتداب بالوظيفة العمومية. وتفتقر الى التغطية الاجتماعية كما تفتقر الى السكن اللائق حيث تسكن عيشة رفقة 6 أطفال وزوجها المريض في غرفة واحدة وزوجها لا يتمتع بمنحة عائلية في حين تعجز عن اقتناء الأدوية المفقودة في صيدليات المستشفى المحلي الذي يحتاج الى تحسينات كثيرة.
كما تشكو المرأة عيدة الخصيبي بدورها من غياب المسكن اللائق وقالت انها تريد تزويج ابنها الشاب. كما طالبت شهيدة البوراوي بنفس المطلب وقالت ان زوجها مريض. أين المسؤول؟
عملة الحضائر ومعظمهم من النسوة يطالبون بالترسيم وتسوية الوضعية وانتدابهم. وهو ما يطرح مسالة شائكة ويثير استفهامات حول ما اذا كان الانتداب في الحضيرة يؤول الى الترسيم والانتداب وبالتالي تتمتع به مجموعة دون اخرى، أم انها حضائر ظرفية منتهية وبالتالي تطرح مسالة سد الشغورات واحباط أمنيات هؤلاء النسوة المطالبات بالترسيم.
كما يؤكد المواطنون انه من غير المعقول ان تظل المعتمدية مغلقة دون معتمد ولم يطرح ما اذا كان المواطنون يريدون عودة المعتمد المطرود ام تعيين معتمد جديد يصغي الى مطالب المواطنين التي لا تنتهي أبدا.
والي القيروان قام بزيارته الميدانية الى الوسلاتية يوم الأربعاء 25 افريل من اجل الاطلاع على واقع الجهة اطلاعا ميدانيا يكشف الحقائق الخفية...والمخجلة. والمؤسف اكثر ان معتمدية الوسلاتية تتوفر على مواطن ثراء كبيرة طبيعيا وحضاريا وفلاحيا وبشريا وعقاريا ولكنها غير مستغلة كان هناك اياد خفية تريدها ان تظل ملتصقة بالتراب.