قال مصدر مطّلع «للشروق» إنّ الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة غير متأكّد إن كان الرفات التي قيل إنّه لمنصف بن علي شقيق الرئيس المخلوع تعود اليه فعلا أم أنّه لشخص آخر. وقال نفس المصدر إنّ عمليّة إخراج رفات محمّد الحبيب بن علي المعروف باسم المنصف بن علي يوم الخميس الماضي 3 ماي 2012 كانت عسيرة، اذ اعترضتهم طبقة سميكة من الاسمنت المسلّح، ممّا اضطرّهم إلى استعمال آلة ثقب.
مصدرنا قال إنّ رفات المنصف بن علي، الذي توفّي في ظروف غامضة في ماي من سنة 1996، بشقّة له بالمنزه بتونس العاصمة، وضع في ستة أكياس وهو الآن على ذمّة الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بتونس وقال مصدر من مستشفى شارل نيكول إنّ الرفات الموجود الآن لا يمكن الحسم بأنه رفات المنصف بن علي، الاّ بعد اجراء الاختبارات العلمية اللازمة على الحامض النووي ADN وهو الموجود في نواة الخليّة والناقل للصفات الوراثية لأيّ انسان ويمكن من خلاله التعرّف على هوية الشخص، وقال مصدرنا إنّه سيتمّ أخذ عيّنات من عظام الهيكل وتحليلها ومقارنتها بالملف الأصلي للهالك أو بنتائج تحاليل أحد أفراد عائلته. كما سيتمّ فحص العظام للتأكد إن كانت هناك آثار اعتداء أو أثار كسور أو رصاص...
وقال محام مقرّب من العائلة، إنّ عائلة المنصف بن علي لم تكن راغبة في استخراج رفات الهالك لأسباب دينية وأخرى عائليّة، ربّما لوجود حكاية مرافقة وجلسات مجون... وقال إنّ بن علي سهر ليلة هلاكه بأحد نزل العاصمة ثمّ تحوّل صحبة مرافقة له إلى شقّة كان يملكها بأحد أحياء المنزه بالعاصمة فوجد في صباح اليوم الموالي ميّتا فيما عثر على مرافقته في حالة حرجة، فتمّ نقلها الى إحدى المصحّات وأمكن انقاذ حياتها، وقد اختفت منذ ذلك التاريخ، وترجّح مصادرنا أنها تكون حاليا تعيش في احدى الدول الأوروبية.
وقد أوردت الأخبار أنّه تمّ دفن جثة المنصف بن علي بمقبرة بحمام سوسة، ولم يحضر موكب الدفن شقيقه، رئيس الجمهوريّة آنذاك، ممّا جعل العديد يعتقد أنّ زين العابدين بن علي الشقيق الأكبر للمنصف هو من كان وراء تصفيته، خاصة وقد تسبّب له في العديد من المشاكل، أبرزها مع البوليس الدولي والقضاء الفرنسي الذي أصدر حكما ضدّه بعشر سنوات لاتهامه بترويج المخدّرات بين تونسوفرنسا وهولندا.
وقد دفن سرّ المنصف بن علي منذ سنة 1996، ولم يطفو إلى السطح إلا بعد أن تساءل بعض أفراد عائلته عن ظروف موته والشبهة التي أحاطت بها، خاصة أمام غياب أي وثيقة تفيد القيام تحاليل دقيقة على جثّة الهالك لتحديد أسباب الوفاة، وهو ما يجري الآن بعد 16 سنة.
فرقة تابعة للحرس الوطني بالعوينة هي المكلّفة بالقيام بالأبحاث والتحريات اللازمة للكشف عن كلّ ملابسات القضيّة والتي ستوضّح إن كان المنصف بن علي قد مات موتا طبيعيا أم أنّه مات مقتولا؟ ومن قتله؟
بعض الروايات تتحدّث عن تصفية حسابات مع المافيا في فرنسا وايطاليا خاصة أمام انكشاف شبكة المنصف بن علي، وهناك من يتحدّث عن مخابرات دول أوروبية. التحاليل البيولوجية، وأعمال البحث التي تجري تحت إشراف قاضي التحقيق الثامن بالمحكمة الابتدائية بتونس، قد تكشف كلّ الحقيقة في قضيّة نتائجها بالضرورة ستكون سياسية.