من قال إنك رخيصة فهو كاذب، ومن كان يدري أن رائحتك الكريهة بالأمس ستصبح اليوم عطر العطور؟ ومن كان يعرف ممن أبكاهم تقشيرك أنهم سيبكون عليك لأنهم ما استطاعو اليوم إليك سبيلا؟ من كان يدري سيدتي البصلة الحمراء أنك ستصبحين الخط الأحمر الذي لا يقترب منه «الزوالي» ومن كان يدري سيدتي البصلة البيضاء أنك ستصبحين سلاحا أبيض مسلطا على رقابة الفارغة بطونهم في الأراضي السقوية؟ من كان يعلم أنك ستركبين على الثورة مع الراكبين عليها وتتزعمين السوق وترأسينه رئاسة دائمة ويهيم بك السمسار والجلاّب والدلال ويغني لك كل منهم ما غناه ابن زيدون لولاّدة وقيس لليلى وعنترة لعبلة وعمر بن أبي ربيعة ل «بنت عشر وثلاث قُسّمت بين غصن وكثيب وقمر» ومن كن يعلم أنك أنت الغصن والكثيب والقمر، وأن حبك هو الحب المستحيل عند ذوي الاحتياجات الخصوصية كما يسميها عشاق الخصخصة وأنك ترفضين أن تبقى أنت «المعبوكة» في كل «الشكشوكة» في قدر من لا «قدرة» له على شراء ولو العظم الأبيض من اللحوم الحمراء.
سيدتي البصلة من كان يدري أن اليوم لا رأس للسوق الا رأس البصل حتى أن كل الرؤوس الكبيرة تبصلت واتخذت لها رؤوسا من رؤوس البصل. من كان يدري ان الرؤوس ستصبح كالبصل لها رائحة تبكينا وطعم يحرق ألسنة من لا جيوب لهم سوى جيوب الفقر والخصاصة والتعاسة.
سيدتي البصلة الحمراء والبيضاء من رفّع في شأنكما رفعة رايتيه البيضاء والحمراء فهلا نرى يوما من ينزل العلم المفدى ويرفع مكانه بصلة؟ أم أن منظّمة الدفاع عن المستهلك ستدعو الناس لا للاضراب عنك يا بصلة وانما للتضامن مع كل الدواب التي لا تأكل البصل فلا يأكلون البصل.