رغم كل شيء يدرك قيس اليعقوبي أن لقاء اليوم مع الهلال السوداني هو الامتحان الرسمي الأول في تجربته على رأس واحد من قلاع الكرة التونسية... كما تعلم هيئة جمال العتروس أن كل الوعود في كفة وكسب رهان رابطة الأبطال في كفة ثانية خاصة أن الذين ارتفعت ألوانهم فرحا في هذه المسابقة ليسوا في كل الأحوال أفضل من الافريقي. اليوم وتحديدا على الساعة الرابعة بعد الزوال ينطلق الفارس الأحمر والأبيض في سباق ضدّ الساعة أو بالأحرى ضدّ «الوقت» الذي جعله يتخلف عن الركب على الصعيد القاري رغم لقبه النفيس (الافريقي)... واليوم سيسعى زملاء الرائع ألكسيس (في كل التحاليل الفنية لا يأخذ حقه بالكامل)، الى تخطي أسبقية المنافس في الذهاب بدك دفاعاته بالمدفعية الحمراء والبيضاء التي عادت لتضرب في صميم الهدف مع اطلالة كل لقاء. الافريقي وجد اليوم ضالته عبر الحصول على مخلب كاسر داخل مناطق الجزاء اسمه ازيكال يحمل آمال الأفارقة في رحلة البحث عن رابطة الأبطال وهي كأس شرب منها زملاء القائد القديم والمساعد الحالي لطفي الرويسي الى حدّ الثمالة عندما دخلت أرض تونس لأول مرة يوم عزّت الكؤوس ولم «تكبر» الرؤوس... الافريقي يمرّ في الفترة الأخيرة بأحلى أيامه الكروية بما يغرينا بانتظار سلسلة ايجابية في رحلته المحلية والقارية خاصة أن الظروف التي تمرّ بها بلادنا تزيد في دفع العجلة الكروية بما يرسم بسمة على شفاه الجماهير التي تعتصر ألما على الأحداث الوطنية وامكانية وأد الثورة الشعبية في عزّ أحلامها الوردية خاصة أن أبناء اليعقوبي يعلمون علم اليقين أن «الهلال السوداني» لا يملك «بطاقة تعريف» قوية على صعيد القارة الافريقية... الافريقي يدخل مباراة اليوم وفي رأسه كل السيناريوهات خاصة تلك التي تجعله يرتطم بالأرض من علوّ شاهق وهو ما لا يتمناه حتى أعداء الافريقي خاصة أن «النبّارة» ما فتئوا يشحذون السكاكين منتظرين كبوة كروية ليقتلعوا أحلام الافريقي من جذورها ورؤوس الجمعية من أرحامها... فالكل يعلم ما رافق قدوم اليعقوبي والعتروس من كلام عاصف وصل الى حدّ التأكيد على أن المشوار لن يليه أمان وأن الأفارقة يطاردون خيوط دخان. على الافريقي أن يقتنع أن رابطة الأبطال تنطلق اليوم بضرورة اسقاط «الهلال» ودخول دور المجموعات من الباب الكبير ولن يتحقق ذلك إلاّ عبر انتصار عاصف يعيد هلال السودان إلى مداره خائبا وينذر البقية ويفرض عليهم قراءة ألف حساب للماكينة الافريقية. على جناح الأمل منذ ساعات أضاء ابني الغالي نضال شمعته الثالثة والعشرين ولم أجد ما أهديه له غير انتظار الانتصار هذا المساء لأنه بكل بساطة من عشاق الراية الحمراء والبيضاء ولا نظه يرفض الهدية وهو المسكون بعشق «الجمعية».