احتضن المركب الثقافي بقابس نهاية الأسبوع المنقضي تظاهرة كبرى احتفاء بالذكرى 11 لرحيل شاعر النضال «بلقاسم اليعقوبي»، المبادرة جاءت من جمعية أصدقاء الشاعر الراحل ووجدت كل الدعم والمساندة من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بقابس. لقيت التظاهرة إقبالا ومشاركة مكثفة من أصدقاء الراحل وأقاربه والمعجبين بشعره ونضاله والمثقفين الملتزمين الصادقين. «الشروق» كانت حاضرة على عين المكان ولم تفوت الفرصة لتنقل بعض الأحداث والآراء والهوامش وقد خصصت الفترة الصباحية من التظاهرة لتنظيم ندوة فكرية تحت عنوان «الشعر المقاوم» شارك فيها الأستاذ «كمال الزغباني» بمداخلة « بلقاسم اليعقوبي كما عرفته» ثم «آدم فتحي» «قراءة في أعمال أحمد فؤاد نجم» أما المداخلة الثالثة فكانت لعبد الجبار العش وعنوانها «الشعر الغنائي لدى بلقاسم اليعقوبي» وكان اختتام الندوة مع نقاش وشهادات الأصدقاء في أجواء حميمية وكانت الفترة المسائيّة مزيجا من الفن الملتزم والشعر والمقطوعات الموسيقية الرائعة أحيتها «مجموعة البحث الموسيقي» بقيادة «نبراس شمام» وفرقة الشراع التي كان ينتمي لها الراحل وشدا بالشعر آدم فتحي وعبد الجبار العش وكمال الغالي والطيب بوعلاق والناصر الرديسي الذين ألقوا بعض القصائد التي تعود بالذاكرة الى أيام الشاعر الراحل. وتخلّل الأمسية حفل توقيع ديوان «بلقاسم اليعقوبي» الذي يحمل عنوان «الأيام فراقة»، بحضور بنات الراحل ويقول الشاعر آدم فتحي ان «بلقاسم اليعقوبي» لم يمت هوحاضر بيننا ، بلقاسم لم يكن شاعرا فحسب بل أركسترا من الإبداع لقد كان منحازا للثقافة العربية بكل معانيها النبيلة، هو من الصادقين المناضلين الذين حافظوا على طاقة المقاومة واعتزوا بها وغذوا بها أشعارهم.
الاحتفاء بالذكرى 11 هذه السنة يأتي بنكهة جديدة إذ نقول اليوم في العلن ما كنا نتمتم به سرا الشكر لكل الأصدقاء والرفاق الذين صمدوا في سنوات الجمر حتى تبقى ذكراه حية اما عبد الجبار العش فيؤكدانها ذكرى عزيزة علينا لأن بلقاسم كان شاعرا مختلفا يستمد أشعاره من روح الشعب. كانت قصائده تغنى لما كان الكلام صعبا كان مقاوما مثل أحمد فؤاد نجم، احتفاؤنا بذكراه اليوم تحصل بدون ضغط وتمتزج فيه المرارة بالفرحة لقد كان حلمه أن يرى تونس يوما حرة مختلفة لكنه لم ير هذا اليوم، أقول مضى بلقاسم وانطفأت الذكريات لكنه باق في نواة الحياة.