احتفلت نقابة كتّاب تونس يوم السبت الفارط بالذكرى الثانية لوفاة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وهي أول تظاهرة جماهيرية تنجزها النقابة منذ تأسيسها في الصائفة الماضية. التظاهرة انطلقت صباحا بمعرض وثائقي تضمن ثلاثة أجزاء، جزء خاص بالشاعر المحتفى به (محمود درويش) وجزء عن القضية الفلسطينية وجزء ثالث خاص بنقابة كتّاب تونس (مقالات صحفية والبيان التأسيسي، واللائحة العامة والبرنامج). هذا المعرض احتضنته احدى قاعات مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، في حين دارت فعاليات الاحتفال الأخرى بأحد نزل العاصمة. احتفالات 1 جانفي وقد تضمن الاحتفال بدرويش في بدايته بالقاعة المخصصة لذلك بأحد نزل العاصمة بكلمات افتتاحية للسيد نور الدين الطبوبي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس وسفير دولة فلسطينبتونس السيد سلمان الهرفي والكاتب لسعد بن حسين الكاتب العام لنقابة كتّاب تونس، الذي أعلن في كلمته ان الاحتفاء بدرويش يحمل خصوصية مميّزة وأن النقابة لن تنسى بقية كتّاب تونس وشعرائها وأن الفرصة ستأتي للاحتفاء برضا الجلالي ومحمد البقلوطي وبلقاسم اليعقوبي ومحجوب العياري. ومن الأحياء لن تهمل النقابة كما جاء على لسان كاتبها العام بعض الكتّاب الذين مازالوا على قيد الحياة والذين أسهموا في إثراء المكتبة التونسية بإنتاجاتهم وسيكون أول المحتفى بهم الدكتور محمود عبد المولى، هذا الكاتب الهامشي الجميل الذي سيبلغ يوم غرة جانفي 2011 الخامسة والسبعين من العمر. وسيمثّل الاحتفاء به أول نشاط لنقابة كتّاب تونس في احتفالها بالسنة الوطنية للكتاب. هكذا اكد نقيب الكتّاب التونسيين مشيرا الى أن الاحتفاء بالسنة الوطنية للكتاب في بلادنا هو احتفاء بالكاتب التونسي. إثر كلمة النقيب جاء البيان الذي أصدرته النقابة بمناسبة هذه الذكرى وقرأته الشاعرة فاطمة الشريف. وثائقي عن درويش بعد قراءة البيان وقع عرض شريط وثائقي بعنوان «درويش في الذاكرة» وتعرّض الى مجمل حياة الشاعر الفلسطيني الخالد الى جانب شهادات حيّة لأفراد من أسرته (أخوه الأكبر وزوجته الثانية) وبعض أصدقائه من زملاء الكتابة (سميح القاسم وإلياس خوري..) وبعض المسؤولين الفلسطينيين. هذا الوثائقي أمتع الحاضرين بمقاطع حيّة لأمسيات شعرية ألقاها درويش في مدن مختلفة كبيروت ودمشق وتونس وروما. شهادات الجانب الآخر من هذه التظاهرة اشتمل على شهادتين عن محمود درويش الأولى للشاعر عبد الحفيظ المختومي ألقاها ابنه غسّان (باعتباره على فراش المرض) والثانية كانت للشاعر محمد الصغيّر أولاد أحمد الذي تحدّث عن زيارة درويش لبيت الشعر وعن ذهابه معه الى قفصة، ذات أمسية درويشية خالدة هناك. هذه الشهادة تلتها الرسالة التي نشرت على أعمدة «الشروق» في ذكرى ميلاد درويش (13 مارس الماضي) بقلم الكاتب الحرّ سليم دولة، الشقيق الحبري لدرويش كما يحلو له القول، وقد استغل هذه المناسبة لقراءة مقاطع طويلة من ديوانه «ديلانو شقيق الورد». أمسية شعرية موسيقية الاحتفال تواصل بقراءات شعرية أثثها الشعراء سامي الذيبي وفاطمة بن فضيلة، وعبد الجبار العش وعلالة الحواشي ومحمد الصغير أولاد أحمد ليكون مسك ختام هذه التظاهرة مع الموسيقي الزين الصافي وفرقته الموسيقية في وصلة غنائية تضمّنت الأغاني الملحّنة عن قصائد لمحمود درويش.