بنية مهترئة.. ديون متخلدة بذمة المنتفعين.. اطارات واعوان لم تصلهم جراياتهم منذ 3 شهور.. هذه هي حالة مجامع التنمية الفلاحية للولاية، تلك هي حال المجامع المائية بالوطن القبلي والتي هي في حاجة الى تدخل عاجل لحل اشكالياتها العالقة. مجامع التنمية الفلاحية بولاية نابل هي من الخطط التي تم احداثها منذ التسعينات لتعويض الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه( SONEDE) في المناطق الريفية. كانت في البداية تطوعية ومتكونة من رئيس المجمع وامين مال والأعضاء الا ان هاته التجربة لم يكتب لها النجاح، فوقع استبدالها بتركيبة جديدة متكونة من مدير فني للمجمع يساعده عون صيانة اوعونان، وانطلقت التجربة على شكل حنفيات عمومية في الطرقات لكل ما يقارب 100 عائلة، ثم تم تعويضها لاحقا بشبكات تربط بالمنازل عن طريق عداد فردي.«الشروق» اتصلت ببعض اطارات واعوان مجامع التنمية الفلاحية في بعض المعتمديات بولاية نابل لمعرفة اهم مطالبهم التي تقدموا بها الى السلطات في الولاية ولكن دون «رد يذكر». وقد اكد لنا الكاتب العام لنقابة مجامع التنمية الفلاحية بنابل منذر العنتبلي وهو مدير فني لمجمع «القرصولين» لدار مهنى التابعة لمعتمدية منزل تميم ان جميع الاطارات والاعوان «مجهولو الهوية ونتقاضى جميعا جرايتنا تحت الحائط» حسب تعبيره، ولهذا فمطلبه الاساسي هو الاعتراف بهم. وعبر المدير الفني بمجمع بني وائل زهير الوائلي عن سخطه الشديد لسياسة التهميش التي تتبعها جميع السلط في الولاية تجاه اطارات واعوان المجامع من معتمد وعمدة ومندوبية جهوية للتنمية الفلاحية وغيرهم لأنهم «يحاسبوننا عن جميع الاخلالات ويحملوننا المسؤولية في ايصال المياه الى المنتفعين دون الاخذ بعين الاعتبار المشاكل التي تمر بها هاته المجامع».وأوضح ان الشبكة مهترئة اذ يفوق عمرها 20 عاما مما يسبب العديد من المشاكل اولها ضياع كميات كبيرة من المياه ففي مجمع بني وائل مثلا يضيع حوالي ثلثي كميات الماء التي تضخها الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه في حين ان المنتفعين يعانون من نقص في المياه. هذه الكميات الضائعة تتحملها المجامع بدرجة اولى ثم المواطن بمرحلة ثانية اذ يدفع ثمنها عن طريق اسعار المتر المكعب التي ترتفع بارتفاع الكميات الضائعة، ويقول زهير ان سعر المتر المكعب من الماء يمكن ان يصل إلى 200 مليم في منطقة بني وائل اذا تم التحكم في كميات الماء الضائعة وذلك عن طريق اصلاح الشبكة الحالية الشيء الذي تعجز عنه المجامع على الاقل في الوقت الراهن مع تفاقم الديون المتخلدة بذمة المنتفعين (تتجاوز 85 الف دينار).واكد لنا عون الصيانة بمجمع «الحزايزية» التابع لمعتمدية الهوارية محمد الجلاصي (وهو عضو بنقابة اتحاد عمال تونس) ان منطقة سيدي حسون تعاني العطش عندما ينقطع الماء طيلة أيام، فيلجأ الأهالي إلى مياه السدود التي سببت لهم العديد من الامراض مثل الإسهال خاصة لدى الاطفال، وهو يناشد المسؤولين الالتفات إلى هذه المنطقة.وقال الجلاصي إن البنية الاساسية للمجامع متضررة اليوم لأنها لم تنجز على قواعد سليمة في العهد السابق حيث صارت العديد من التجاوزات والسرقات من طرف المقاولين الذين حان الوقت لمحاسبتهم حسب تعبيره واضاف انه لم يتقاض اجرته لمدة 3 اشهر رغم أنها لا تتجاوز 300 دينارا، وهو يطالب السلط الاعتراف بجميع اطارات واعوان المجامع والحاقهم بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لكي لا يبقوا رهن خلاص المنتفعين من عدمه.مع تفاقم الازمة صلب مجامع التنمية الفلاحية بنابل وضغط المنتفعين للتزود بالمياه الصالحة للشراب ينتظر الجميع قرارات الجهات المعنية لايجاد حلول ولو وقتية لتجاوز الازمة التي تمثل يصفها البعض ب«قنبلة مؤقتة ».