وصول وفد قطري رفيع المستوى إلى تونس أول الأسبوع لإبرام مجموعة من الاتفاقيات مع الحكومة المؤقتة في مجالات تنموية متعددة هل له علاقة بزيارة الباجي قائد السبسي مؤخرا الى العاصمة القطرية الدوحة ؟ كشفت مصادر مطلعة في العاصمة القطرية الدوحة ل«الشروق» عن «أسرار» الزيارة «المفاجئة» لرئيس الحكومة السابق الباجي قائد السبسي وقد كشفت هذه المصادر الجديرة بالثقة أن السبسي أكد على الجانب القطري ضرورة تفعيل الاتفاقيات التي أبرمت في زيارته الى الدوحة العام الماضي في إطار دعم قطر لتونس وأكد السبسي أن الاستثمارات التي تم الاتفاق المبدئي في شأنها ليست من أجل الحكومة الانتقالية ولا الحكومة المؤقتة بل من أجل تونس ومصالح الشعب التونسي وأضاف مصدرنا أن الحكومة القطرية تقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب والتيارات السياسية ولا وجود لأي دعم «خاص» لحركة النهضة ولا لغيرها من الأحزاب وكل ما ستقدمه قطر من دعم وقيمته الجملية مليار دولار سيكون من أجل تونس ومصالحها العليا مع احترام كامل لاستقلالية قرارها الوطني.
استثمارات
هذه المعلومات التي استقتها الشروق من مصادر عليمة وجديرة بالثقة تفند كل ما تداولته المواقع الاجتماعية عن علاقة السبسي بقطر وكذلك علاقة النهضة بقطر وهو ما يعزز علاقات التعاون والشراكة بين تونس والمستثمرين القطريين.
مصدرنا أكد أن نصف مليون دولار وصل الى البنك المركزي التونسي في إطار ما وعدت به قطر وما تم التوقيع عليه يوم 13 جانفي الماضي وستقدم قطر أيضا النصف الثاني من المليار قريبا وهو موزع بين مشروع «الديار» في توزر وشراء حصة صخر الماطري في تونيزيانا وصفقة الجيل الثالث للاتصالات التي فازت بها قطر.
الى جانب هذا الدعم المالي المباشر في شكل استثمارات وليس هبات ستتولى قطر تحمل نفقات علاج مجموعة من الجرحى كما ستساهم في بناء مجموعة من المساكن الاجتماعية في قرية عمر المختار في السيجومي لتوزع على ضعاف الحال ولم ينف مصدرنا إمكانية عرض الأراضي الفلاحية التي كانت على ملك عائلات الطرابلسي والماطري وغيرهم من المقربين والتي صادرتها الدولة على شركات قطرية في إطار الكراء وذلك لدفع الاستثمار في القطاع الفلاحي.
هذه المشاريع التي ستساهم في إنعاش الاقتصاد التونسي تعطلت لمدة تفوق الثلاثة أشهر وأكد مصدرنا أن القطريين في أعلى مستويات السلطة انزعجوا من المعارضة الكبيرة التي وجدتها زيارة الأمير حمد بن خليفة أل ثاني إلى تونس في الذكرى الأولى للثورة وكان هناك اتجاه حتى لصرف النظر عن كل المشاريع التي كانت قطر تنوي إنجازها في تونس من بينها مصفاة الصخيرة التي سيشرع قريبا في إنجازها .
وأشار مصدرنا إلى أن السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة سيؤدي زيارة قريبا قد لا تتجاوز نهاية هذا الشهر إلى الدوحة لمزيد تفعيل الاتفاقيات الثنائية كما ستؤدي الأميرة موزة زيارة الى تونس بعد شهر رمضان تلتقي خلالها بالفاعلين في المجتمع المدني وخاصة الجمعيات والمنظمات النسائية والشخصيات الاعتبارية من رموز المجتمع المدني.