«بعد الثورة تفاقمت مشاكل سيدات الأعمال وذلك بسبب كثرة الاعتصامات وقلة الموارد المالية وغياب الغرفة الوطنية عن مشاغلهن»، هذا ما أكدته بعض الحاضرات في الزيارة الميدانية التي قامت بها الغرفة الجهوية لسيدات الأعمال بتونس برئاسة «سنية بن مراد». وعن هذه الزيارة قالت بن مراد:«إن الاحتفال باليوم العالمي للنساء صاحبات المؤسسات فخر لنا جميعا لأن المبادرة جاءت من سيدة أعمال تونسية وهي ليلى خياط، منذ سنة 2001، وبذلك أصبحت للمرأة صاحبة الأعمال مكانة كبيرة على المستوى الدولي.
صعوبات هامة
رغم أن الساحة الاقتصادية مليئة بعدّد هام من سيدات الأعمال، إلا أنهن غائبات عن الملتقيات الهامة والدولية وهذا ما أكدته ليلى خياط الرئيسة الشرفية للمنظمة الدولية لسيدات الأعمال وصاحبة فكرة اليوم العالمي لنساء صاحبات المؤسسات حيث قالت في هذا السياق «إن سيدة الأعمال التونسية رغم كفاءتها ومثابرتها إلا أن أمامها عديد المطبات مثل قلة التمويلات نظرا لأن زمام الأمور تكون دائما إما بيد الأب أو الابن، اضافة الى فوضى الاعتصامات التي أثرت كثيرا عليهن ما بعد الثورة. وهذا ما أيدته علياء هدّة، صاحبة شركة أدوية مضيفة «فعلا عانيت الويلات من كثرة الاحتجاجات التي أثرت سلبا على عملي، ولكن نجحت نسبيا في تفادي هذه العقابات».
أما فائزة كراي، فقد كان لها موقف آخر قائلة: «أنا شخصيا أغلقت مصنعي للملابس الجاهزة لأني لم أجد دعما من أي أحد، لذلك اعتمدت على ما أملك وحولت فكرة المصنع إلى مجموعة من المحلات».
غياب الغرفة الوطنية
كما قلنا آنفا فقد أكدت بعض سيدات الأعمال الحاضرات في هذه الزيارة الميدانية غيابا تاما للغرفة الوطنية لصاحبات الأعمال المنضوية تحت راية الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، حيث قالت احداهن «لقد اعتقدنا أنه بعد الثورة ستتغير المعاملات في هذه الغرفة الى الأفضل كما عهدناها في عديد المواقف، ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما، وهذا ما سبب لنا ازعاجا عديد المرات، ومن جهتها أكدت ليلى خياط الرئيسة السابقة لهذه الغرفة لمدة احدى عشرة سنة أنها خيرت الانسحاب من منظمة الأعراف والالتحاق بمؤسسة «Connect» لصاحبها طارق الشريف لأنها تؤمن بالتعدّدية النقابية لصالح الأعراف، حيث تقول:«لقد حان وقت الاعتماد على فئة الشباب ليواصلوا مسيرة النجاح وتكوين نقابة قوية تحمي هذا المجال».
أما فاطمة عبد اللّه، سيدة الأعمال في عالم الموضة والأزياء، فقد أشارت الى ضرورة اتخاذ جميع سيدات الأعمال للتغلب على بعض الثغرات في مجالهن قائلة: «إن سيدات الأعمال التونسيات لهن مكانة في جميع أنحاء العالم وعليهن أن يقاومن لكي تنجحن في تجاوز العقبات.
احتفال
إذا، رغم انشغالهن بمؤسساتهن الاقتصادية، إلا أن حوالي عشرين سيدة أعمال حضرن أمس للاحتفال بعيدها، وذلك بدعوة من الغرفة الجهوية لسيدات الأعمال وهذا ما أكدته رئيسة الغرفة «سنية بن مراد» ل«الشروق»، مضيفة «إننا نحاول أن نجعل من سيدة الأعمال قوة موازية لرجل الأعمال وهي تستحق ذلك لأننا قادرات على تسيير أهم الشركات».