شفافية سوق الشغل وانفتاح القطاعات في الجهة على إمكانيات الاستثمار وبلورة أفكار جديدة لانتصاب المعطلين وإمكان إعادة تأهيلهم مثلت كبرى المحاور في لقاء انتظم مؤخرا شارك فيه البعض من المعطلين عن العمل بالجهة وأصحاب مراكز التكوين. اللقاء الذي نظمته الغرفة الفتية العالمية ببنزرت حمل عنوان «إعادة التأهيل لتحسين التشغيلية» اكتنفته عديد التجاذبات بين المنظمين خاصة على اعتبارها خطوة أولية ضرورية رغم محدودية النتائج العملية وبين ممثل جمعية المعطلين عن العمل ببنزرت الشاب «أنيس سلطان» الذي اعتبر أنها خطوة منقوصة امام انعدام الشفافية إلى حد الساعة والتكتم عن المعطيات المتعلقة بوضعية العرض والطلب ومسألة رقابة الدولة على القطاع الخاص وفي سياق متصل كان السيد «ضياء الدين بلكاهية» مدير التظاهرة لاحظ في مستهل كلمته أن تناول مثل هذه المحاور يندرج في إطار البحث عن سبل جديدة لمعالجة جوانب من إشكالية التشغيل وطرحها مضيفا ان مسألة إعادة تأهيل طالب الشغل عبر التكوين الملائم يهدف إلى إحداث تقارب بين التكوين والطلبات المتواجدة والممكنة بسوق الشغل بالجهة. كما اعتبر مدير التظاهرة أن التفكير في إعادة التأهيل كاجراء عليه ان يتناول من قبل حامل الشهائد لاسيما العليا بعيدا عن منطق الرفض وإثارة حساسيات انتقاص من المستوى العلمي لديه. فيما توقف الشاب «محمد الملياني» رئيس الغرفة عند الأخطاء التي ترافق عملية التوجيه بعد امتحان البكالوريا وذلك بالابتعاد عن الميولات والقدرات الحقيقية وذهبت المداخلات التي غاب عنها عدد هام من المعطلين ومن ممثلي النسيج البنكي وأصحاب رؤوس المال والأعمال وسط حضور عدد من ممثلي قطاعات رئيسية من سياحة وأنشطة اقتصادية وتكوين مهني إلى مسالة مدى قدرة انفتاح القطاعات المميزة ولأنشطة في الجهة وطبيعة الاستثمار لاستيعاب أفاق انجاز المشاريع وتبلور الأفكار الجديدة لخلق سوق جديدة حيث توقف كل من السيد «سهيل بن حمدة» المندوب الجهوي للسياحة ببنزرت باجةعند القدرة التشغيلية للقطاع من حيث مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة والتي تناهز في مجموعها 12000 موطن شغل والى مكامن النقص المنتظر وسد الفراغ فيها لاسيما مع افتقاد عنصر التنشيط السياحي والانتصاب في مشاريع تلقى طلبات على غرار صنف الأكلة البنزرتية التقليدية. بدوره توقف السيد «جمال الرياحي» المندوب الجهوي للصناعات التقليدية عند تباين القدرة الاستثمارية وبلورة الأفكار في هذا القطاع مابين ما هو متعارف عليه من حرف في الأذهان العامة ومجال التدخل وفقا للقوانين المتعلقة بميادين ومجالات الانتصاب المتاحة مشيرا ان من جوانب الاستفادة الممكنة اللباس التقليدي المحلي. ومن جانبها اعتبرت السيدة «سناء الساحلي» ممثلة فضاء الأنشطة الاقتصادية بولاية بنزرت في تدخلها أن من ابرز المسائل ذات العلاقة افتقاد السوق المحلي لعدد من الاختصاصات الملائمة للطلب بالجهة ومنها ذات الطابع التقني واخرى تتصل بالالواح المعدنية والنجارة الرفيعة والسلامة المهنية. فيما ذهب السيد «حسين الكحلاوي» المدير الجهوي للتشغيل في مداخلته إلى اهمية التكوين المتعارف بالتحويلي خلال الفترة الاقتصادية الحالية. متوجها باصابع الاتهام لنوعية التعليم العالي المقدم من حيث تفاقم الجانب النظري على التطبيقي العملي خلال مراحل الفترة التعلمية ولاسيما في أقطاب التعليم التكنولوجي المحدثة. بعض المحتجين من المعطلين الذين كانوا يعدون على أصابع اليد قاطعوا الجلسة على خلفية تصريحات إحدى ممثلات المراكز التكوينية فيما عبر الشاب «أنيس سلطان» ممثل جمعية المعطلين عن العمل عن رفض ما تم الذهاب اليه من اجراءات حكومية من مجانية التنقل للمعطلين على اعتبارهم أنهم ليسوا بمن يحمل إعاقة على حد قوله مستنكرا تصريحات وزير التشغيل بخصوص موقف الوزارة من هذه القضية.