تورس : سليانة : استرجاع 10 آلاف هكتار من الاراضي الدولية

شكرا على الإبلاغ!

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

سليانة : استرجاع 10 آلاف هكتار من الاراضي الدولية

مراد البوبكري نشر في الشروق يوم 22 - 05 - 2012

كانت معظم شركات الإحياء والمقاسم الفلاحية التابعة للأراضي الدولية تسند في عهد النظام السابق بالمحاباة والمحسوبية مما أدى الى استغلالها استغلالا فاحشا وبشكل عشوائي أثر سلبا على الاستراتيجية العامة للدولة وساهم في تهميش القطاع الفلاحي.

هذا الاستغلال اللامسؤول للأراضي الدولية أثقل كاهل الدولة بالقروض التي لا نعرف مآلها لذلك وكنتيجة حتمية لسياسة الهبات التي توزّع يمنة ويسرة على ذوي القربى من المحسوبين على نظام المخلوع فإن الخارطة الفلاحية عرفت انحدارا غير مسبوق من جراء عدم التزام هؤلاء المستثمرين ببنود كراس الشروط التي تنصّ في أحد فصولها على تشغيل الاطارات والعملة بالعدد المطلوب بالإضافة الى استنزاف الاراضي الفلاحية بدون رادع وبالتالي عدم تطبيق الحزمة الفنية المعمول بها عند استغلال الارض لذلك تم استرجاع العديد من هذه الضيعات بكل من ولايتي الكاف وسليانة إما لانتهاء عقد الكراء او التخلي التلقائي عن هذه المقاسم او الشركات أو ما ذكر سلفا من اخلالات بكراس الشروط.وتكفل ديوان الاراضي الدولية عن طريق احداث خلايا للتصرف في ضيعات اسقاط الحق واستغلال هذه الاراضي وصيانتها الى حين اعادة هيكلتها...

هذه الضيعات الفلاحية والمقاسم قدرت حسب السيد الازهر القاسمي مدير خلية التصرف في أراضي اسقاط الحق (سليانة والكاف) بقرابة 10 آلاف هكتار حازت منها ولاية سليانة على النصيب الأكبر من الضيعات المسترجعة ناهزت ال3 آلاف هكتار وموزعة على عديد المعتمديات كالكريب والعروسة وبوعرادة وقعفور وسيدي بورويس وسليانة منها قرابة ال3500 هكتار محروثة وأكثر من 700 هك أشجار مثمرة وما يناهز ال850 هك مراعي وغيرها. أما الضيعات الفلاحية التي تم استرجاعها من ولاية الكاف فتعدت ال 6 ألاف هكتار ، موزعة على معتمديات تاجروين والسرس وساقية سيدي يوسف والطويرف والكاف منها 2100 هك محترثة و238 هك اشجار مثمرة و743 هك مراعي هذا وتتوزع ال3 آلاف هك على 3 شركات احياء و5 مقاسم في حين تنقسم مساحة الاراضي المسترجعة بولاية سليانة على 11 شركة احياء و8 مقاسم فلاحية.

الخلية تقبل التحدّي... وتضاعف من الانتاجية

الضيعات والمقاسم الفلاحية ذات ال10 آلاف هكتار التي تم استرجاعها لفائدة خلية التصرف في ضيعات اسقاط الحق تم تسلمها من المستثمرين في حالة سيئة وهي عبارة عن اراضي ضعيفة المردودية نتيجة عدم احترام التداول الزراعي بالإضافة الى ما تم ملاحظته من بناءات متداعية للسقوط واسطبلات مهملة وكنتيجة حتمية لذلك فان عملا كبيرا ينتظر الخلية خاصة وان الاراضي الفلاحية المسترجعة متباعدة المسافة بين ولايتين وتحكمها إداريا خلية واحدة تهتم بكل متطلبات الحرث والتسميد والزرع وصولا الى قطاف المحصول وحصده لكن رغم تباعد المسافات الكيلومترية فإن خلية التصرف التي يديرها السيد الازهر القاسمي باقتدار تحدّت بعد المسافات وهول الطبيعة وخلقت من الضعف قوّة مستندة على الثوابت العلمية في تعاطي النشاط الفلاحي واستغلال هذه الاراضي بما يتلائم وجاهزيتها لذلك وحسب محدثنا كانت نتيجة المحصول خلال الموسم الفلاحي المنصرم محترمة إذ تم تحقيق رقم معاملات يناهز ال 3 ملايين دينار لأنه يؤمن بأن الارض إذا اعطيتها من وقتك ومالك اعطتك حصادا وفيرا وانتاجا غزيرا.

أما عن الموسم الفلاحي الحالي فيرى السيد القاسمي بأن هذا الرقم من المرابيح قابل للارتفاع بالرغم من الصعوبات المادية وقلة الموارد البشرية لتأمين مثل هذه الصابة تم زراعة قرابة ال438 هك من القمح الصلب وقرابة ال800 هك من القمح اللين و2045 هك من الشعير و260 هك خصصت لزراعة القرط لتصل بذلك جملة المساحات المزروعة إلى قرابة ال3536 هك ومن المتوقع حسب محدثنا ان يتم تحقيق مردود طيب.

دراسة ملفات الأراضي... واقتراحات للوزارة

تنكب وزارة الفلاحة بمعية ديوان الاراضي الدولية O.T.D حاليا على دراسة ملفات هذه الاراضي التي تم التفويت فيها لايجاد طرق جديدة لاستغلالها الاستغلال الامثل من اجل ضمان مردوديتها كإدماج الشراكة مع مستثمرين اجانب وذلك قصد جلب حجم كبير من الاستثمارات الخارجية بالعملة الصعبة وتشغيل اصحاب الشهادات العليا وعلاوة على عمل وزارة الاشراف لايجاد صيغة مثلى لوضعية هذه الاراضي الدولية فإن محدثنا السيد الازهر القاسمي يضيف في ذات السياق جملة من المقترحات كتوفير الاعتمادات الكافية من استثمار وغيره في صورة بقاء هذه الضيعات الفلاحية والمقاسم تابعة لديوان الأراضي الدولية او الإسراع في إعادة هيكلتها بالطريقة الأنجع والأمثل.

فخلية التصرف حققت المطلوب رغم جسامة المسؤولية وثقلها ووفرة العشرات من مواطن الشغل الاضافية بالإضافة الى الزراعات الكبرى واستغلال المراعي الطبيعية فإن ديوان الاراضي الدولية بادر بتركيز وحدتين لتسمين الخرفان بكل من السرس بولاية الكاف والكريب من ولاية سليانة وبلغ في الوقت الراهن مجموع الخرفان المعدة للتسمين حوالي 1700 خروف قصد بيعها بمناسبة عيد الاضحى المبارك لكن مقابل هذا المجهود تبقى وزارة الاشراف مطالبة بفتح ملفات هذه الضيعات والمقاسم الفلاحية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.