يحتضن اليوم نزل المشتل بداية من الساعة الثالثة لقاء سيتم خلاله تقديم كتاب «تونس 2040 تجديد المشروع الحداثي التونسي» الذي أعدّته جمعية محمد علي للثقافة العمّالية. كتاب ضخم ،مؤلّف جماعي في 553 صفحة أصدرته جمعية محمد علي للثقافة العمالية التي يرأسها النقابي الحبيب قيزة. هذا الكتاب كان حصيلة سنوات طويلة من البحث في تاريخ تونس وفي مشروعها الحداثي التنويري.
الكتاب الذي صدر باللغة الفرنسية في انتظار صدور الطبعة العربية اليوم سيتم تقديمه اليوم بحضور السيد الباجي قائد السبسي وعدد من الشخصيات السياسية والنقابية والمناضلين في الحركة الديمقراطية.
الكتاب شارك في إعداده عدد كبير من المفكرين والباحثين التونسيين مثل أحمد ونيس الذي قدّم الكتاب والطاهر بن قيزة أستاذ الفلسفة في الجامعة التونسية وعبد القادر الزغل أستاذ علم الاجتماع وعبد المجيد الشرفي ومحمود بن رمضان وعمر بلهادي وعبد الحميد هنية وهشام عبد الصمد ومنجي طرشونة.
جذور
بحث الكتاب في جذور الحركة الإصلاحية التونسية ومنجزاتها من أهمها دستور عهد الأمان الذي أصدره أحمد باي مرورا بتأسيس الحزب الحر الدستوري وبدايات النضال الوطني من أجل الاستقلال من أجل بناء الدولة والمشروع التونسي.
الكتاب إهتم أيضا بالحركات اليسارية التي ناضلت في الستينات مثل «آفاق» وبحركة الاسلام السياسي ومشروعها للمجتمع التونسي والحركة النقابية التونسية ومصادماتها مع السلّطة السياسية ونضالات الإعلاميين من أجل الحرية والتعددية وتعرّض الكتاب أيضا الى «العقد الاجتماعي» الذي أرساه المرحوم الهادي نويرة في علاقة اتحاد الشّغل مع الحكومة.
في هذا الكتاب تناول مثلا الأستاذ أحمد ونيس السياسة الخارجية التونسية وأهتم ونيس بعلاقات تونس في أفق 2040 بأوروبا وبالمغرب العربي وبالساحل الأفريقي .
أفق
الهاجس الاساسي للكتاب هو كيف ستكون تونس في أفق 2040 أنطلاقا من مشروعها الإصلاحي الذي بدأ في القرن الثامن عشر ويستلهم من قرطاج والقيروان والمهدية جذوره الأصلية .
فهل ستستمر دولة الاستقلال التي كانت تجسيدا لهذا المشروع مع تحقيق الديمقراطية التي لم تنجح فيها الجمهورية الأولى ولا الثانية؟ أم تصبح تونس بلدا أخرى في قطيعة مع موروثها الإصلاحي والتحديثي النيّر ؟