أكد المشاركون في الندوة الدولية «تونس في أفق 2040: مساهمة في تجديد الفكر الحداثي التونسي»، التي انطلقت أشغالها بالعاصمة أمس وتتواصل اليوم السبت، أنه آن الأوان للتفكير في مزيد الارتقاء بالمشروع الحداثي التونسي حتى نستعد كما ينبغي لقادم السنوات على الوجه الأكمل... وقال السيد حبيب ڤيزة رئيس جمعية محمد علي للثقافة العمالية، وهي الجهة المشرفة على تنظيم هذه الندوة بالتعاون مع مركز محمد علي للدراسات والبحوث والتكوين، فإن الندوة تأتي في إطار الاقتداء بتجارب الأمم المتقدمة التي وضعت استشراف الآتي، استنادا الى الحاضر، صلب اهتماماتها الاولية. وأضاف أن الندوة تتنزل في إطار إعداد مشروع دراسة استشرافية حول تونس في أفق 2040 الذي انطلق في أكتوبر الماضي يمتد على 20 شهرا. ويشرف على هذا المشروع باحثون وجامعيون وأخصائيون في مختلف المجالات للخروج في النهاية بدراسة ترسم ملامح تونس في منتصف الالفية الثانية. أحمد باي استعرض المتدخلون خلال اليوم الاول للندوة ما ميز تاريخ تونس من فكر حداثي جعلها تتفرد عن أغلب دول العالم العربي... واعتبروا أن الفكر الحداثي التونسي الذي انطلق مع أحمد باي وتواصل مع رواد الحركة الوطنية مثل محمد علي الحامي والطاهر الحداد خلال سنوات الاستعمار ومع الدولة العصرية بعد الاستقلال سيمثل سندا تاريخيا هاما لكل الدراسات الاستشرافية للفكر الحداثي في بلادنا... ففي تلك الحقبة من التاريخ برزت المعالم الاولى لتونس الحديثة ولمجتمعها وذلك على عدة أصعدة مثل التنظيم السياسي والاقتصادي والقانوني والاجتماعي والمؤسساتي للدولة وكذلك الحقوق الاساسية للمواطن بما فيها حقوق المرأة... تجديد أشار المتدخلون على صعيد آخر الى أن هذا الفكر الحداثي الذي انطلق في أواسط القرن الماضي وتواصل الى نهايته بلغ الآن مرحلة «الارهاق» وأصبح في حاجة الى نفس جديد ليقدر على مجابهة متطلبات القرن 21 وعلى الرد على الانتقادات والتحفظات الموجهة له على عدة أصعدة... وتجدر الاشارة الى أن هذه الندوة الدولية تشمل 4 جلسات علمية حول الشأن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ويحضرها باحثون وجامعيون ومختصون على غرار عالم الاجتماع عبد القادر الزغل والخبير الاقتصادي محمود بن رمضان والاستاذان مصطفى الحداد والطاهر بن ڤيزة إضافة الى الخبيرين الفرنسيين «جاك ولد عوديّة» و«جاك فريسني» ورجل الاقتصاد والوزير التونسي السابق الشاذلي العياري.