كأس افريقيا التي ستعطى اليوم ضربة بدايتها لئن تشكل فرصة للجمهور للتمتع بعروض النجوم فإنها ستمكن الفنيين من الخروج باستنتاجات مختلفة. وفي انتظار ذلك، ارتأينا رصد انطباعات بعض المدربين حول ما ينتظرونه من هذه التظاهرة. فتحي التوكابري من ميزات هذه الدورة ما حظيت به من دعاية إعلامية. وينتظر منها الكثير اذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المحترفين يخوضون هذه الدورة وهم لم يقنطوا عن النشاط في البطولات الأوروبية وأتوقع شخصيا أن يكتشف الجمهور بعض المهارات الفردية الجديدة وكذلك مفاجآت وقد تحدثها بعض المنتخبات المغمورة لا سيما أن المدربين حرصوا على اخفاء أوراقهم خلال المقابلات الودية الاعدادية إلا أن ذلك لا يمنع من القول أن المنتخبات الكبرى المعروفة ستلعب الأدوار الأولى مثل الكامرون والسينغال وتونس ويبدو المنتخب المالي قادرا على احداث المفاجأة. وما آمله هو أن يكون منتخبنا في مستوى طموحات الجمهور وما وفرته له الدولة من امكانات مادية وتجهيزات. سالم كريم هذه الدورة تشكل فرصة لتقييم المستوى الحقيقي للكرة الافريقية ومدى مواكبتها للتطور الذي سجلته كرة القدم على الصعيد الدولي على جميع الأصعدة (من الناحية التنظيمية أو الفنية أو التجهيزاتية). وما ننتظره من هذه الدورة أن تكون ذات مستوى فني مرموق بحكم اصرار اللاعبين المحترفين على البروز من أجل جلب انتباه الأندية وينتظر كذلك أن يؤكد اللاعبون الافارقة خلال هذه الدورة التطور الذي حققوه بفضل الاحتكاك بالكرة الأوروبية وأعني بذلك الاندفاع البدني واللعب الجماعي والانضباط التكتيكي وبالنسبة للمنتخبات التي أرشحها للتتويج، أذكر الكامرون ونيجيريا والسينغال وتونس ومصر لكن بالامكان حدوث المفاجأة من منتخبات لم يقرأ لها حساب مثل غينيا. وبصفة عامة ستكون الكلمة الأخيرة للمنتخب الذي سيعتمد على أكثر عدد ممكن من المحترفين . نور الدين الغرسلي هذه الدورة ينتظر أن تكون ذات مستوى فني جيد باعتبار التطور الذي حققته الكرة الافريقية خلال السنوات الفارطة وفي خصوص ميزات الكرة الافريقية فهي الأداء الجماعي والسرعة وروح الاستماتة وهي ميزات الكرة الأوروبية مع استثناء السينغال والكامرون اللذين يمتلكان خصائص الكرة الافريقية (اللمسة الواحدة والانتشار المحكم فوق الميدان). وبالنسبة لحظوظ المنتخبات فان المفاجأة قد يحدثها المنتخب المالي. وفي خصوص منتخبنا فإن مهمته تبدو صعبة لأنه يفتقر الى لاعبين من الطراز الرفيع وذوي شخصية مؤثرة كما أننا لا نعرف الى حد الآن التشكيلة الأساسية والتي تشكو في اعتقادي مشكلا في الخط الأمامي. وحتى دوس سانتوس لا يجب أن ننتظر منه الكثير لأنه لم يخض إلا مقابلة ودية واحدة مع بقية زملائه لكن هذا لا يمنع من القول أنه بامكاننا بلوغ المربع الذهبي رفقة الكامرون ونيجيريا والسينغال. جلال القادري تبدو هذه البطولة مرشحة لحصول عدة تغييرات جديدة على المستوى التكتيكي وذلك من الناحية الهجومية والتنظيم الدفاعي ومن هذه الناحية لا أستبعد العودة الى الدفاع بثلاثة أو بخمسة مدافعين عوضا عن مدافعين مثلما هو سائد حاليا. ولا أعتقد حصول مفاجآت خلال هذه الدورة لأن هذا العنصر أصبح نادرا خاصة أثناء الدورات الكبرى مثل كأس افريقيا وفي خصوص منتخبنا الوطني فإن مهمته تبدو صعبة ضد المنتخبات الصغرى لأنه عاجز عن صنع اللعب نظرا لمحدودية امكاناتنا على مستوى التنشيط الهجومي ومقابل ذلك ينتظر أن يجد منتخبنا توازنه ضد المنتخبات البارزة. المدرب محمود الورتاني أعتقد بأن حظوظ منتخبنا الوطني في هذه الكأس الافريقية في نسختها رقم 24، وافرة بالمقارنة مع مشاركاتنا السابقة اعتبارا لتوفر عديد العوامل لعل من أبرزها دقة التحضيرات التي خاضها منتخبنا استعدادا لهذه النهائيات، فالعناصر التي تؤثث تشكيلة المنتخب أصبحت تتميز بخاصيات ربما افتقدناها في السابق كالانسجام والتفاعل فيما بينها لكن لا بد من الحذر من المفاجآت التي غالبا ما تطبع مثل هذه المنافسات عموما يمكن القول أن تجاوز الدور الأول وهذا في متناوله يشكل مفتاح العبور الى بقية الأدوار بأريحية وقبل ذلك أضع مقابلتنا أمام المنتخب الرواندي في موضع الأهمية لأن نتيجتها الفنية ومستوى أداء عناصر منتخبنا ستحدد مدى جاهزيتنا لبقية المنافسات وبالتالي سيكون لها تأثير على حضور المجموعة الفني والنفسي وأيضا على مستوى تفاعل الجمهور مع بقية لقاءات منتخبنا.