جاء التعادل الذي عاد به الترجي من ملعب بني خلاد في الجولة الماضية ليؤكد أن صورة المدرب «ميشال دي كاستال» قد اهتزت في صفوف أحباء الأصفر والأحمر وربما حتى لدى جماهير الأندية التونسية التي دربها في السابق مثل النادي الصفاقسي.
قاد «دي كاستال» الترجي الرياضي إلى الظفر بثلاثة عشر انتصارا متتاليا ولم ينهزم معه الترجي مطلقا في سباق البطولة أو أيضا في رابطة أبطال إفريقيا إلا أن كل هذه الأرقام القياسية لم تجعل السويسري دي كاستال بمنأى عن الانتقادات وحتى التكهم من قبل شق كبير من جماهير الأصفر والأحمر.
بين دي كاستال وشحاتة
غضب جماهير الترجي تجاه المدرب دي كاستال يعود بالأساس إلى الأداء المتواضع للفريق في أغلب المباريات التي خاضها سواء في البطولة أو أيضا في رابطة أبطال إفريقيا (كما حدث ضد بريكاما الغمبي) كما أن الأصفر والأحمر عجز في المباراة الماضية ضد النجم الخلادي عن تسجيل أي هدف وهو ما لم يعرفه فريق «باب سويقة»منذ شهر أفريل 2011 (في مباراته ضد قوافل قفصة) كما اقتنعت جماهير الترجي بأن دي كاستال أبعد اللاعب خالد القربي لأسباب غامضة وذلك قبل أن يستسلم للأمر الواقع ويعيده مجددا إلى الفريق الأول خلال الساعات القليلة الماضية وهو ما يقيم الدليل على أن قرارات «دي كاستال» غير ثابتة وإنما متحولة وذلك حسب الضغوطات المسلطة عليه لذلك يمكن أن نقول شتان بين دي كاستال وحسن شحاتة بحكم أن هذا الأخير تمسك بموقفه المتعلق بإبعاد «شيكابالا» وميدو عن فريق الزمالك وبما أن إدارة النادي المصري رفضت هذا الأمر فقد إرتأى شحاته مغادرة الزمالك ولا نظن أن دي كاستال كان يملك الجرأة الكافية لينسج على منوال شحاتة بحكم أن السويسري قد يفعل المستحيل و«يتنازل» حتى عن بعض مبادئه طالما أنه سيواصل الاشراف على بطل افريقيا الذي قد يقرر إقالته حتى وان كان يحتل حاليا المركز الأول في البطولة خاصة إذا عرفنا أن «دي كاستال» عادة ما يغادر الأندية التي يدربها عندما يكون قد حقق معها انجازات باهرة فقد حصل ذلك عندما كان على رأس الإطار الفني للنجم الساحلي الذي كان يتأهب آنذاك لخوض نهائي السوبر الإفريقي وكذلك الأمر نفسه مع الوداد البيضاوي الذي بلغ معه الدور النهائي لرابطة أبطال افريقيا خلال العام الماضي.
ماذا عن صورة دي كاستال في صفاقس؟
من المؤكد أن أسهم «دي كاستال» لن تتراجع صلب عائلة الترجي فحسب وإنما أيضا في صفوف أحباء الأندية التونسية التي دربها سابقا مثل النادي الرياضي الصفاقسي الذي يحمل صورة رائعة عن هذا الفني بحكم أنه قاده سابقا إلى الفوز بالبطولة والكأس بالإضافة إلى لقب قاري ولكن قد يتغلب السويسري دي كاستال على أوجاعه ويتخلص من الجحيم الذي يعيشه حاليا إذا فاز اليوم ضد الفريق الذي دربه في وقت سابق تماما كما فعل معلول في الموسم عندما امتص غضب الترجيين بفوزه على النادي الصفاقسي بعد أن كان قد تعادل ضد الأولمبي الباجي وقوافل قفصة خاصة وأن التاريخ عادة ما يكرر نفسه بدليل أن معلول عانى الأمرين آنذاك بسبب مناداة أحباء الفريق بإعادة خالد بن يحيى أما الآن فإن الأحباء أنفسهم يطالبون بالتعاقد مع معلول عوضا عن دي كاستال.