صدق من قال إن جميع التونسيين يتنفسون «كرة يد» حتى أن اللاعب الاسطورة جاكسن ريتشاردسن ذهب الى القول على اثر دورة ترويجية لهذه اللعبة تجول خلالها بجميع أنحاء الجمهورية
إنه لم يشاهد طوال مسيرته الرياضية التي قادته عبر كافة أنحاء المعمورة براعم يحذقون لعبة كرة اليد كالشبان التونسيين. والمؤكد اليوم أن هذا التشخيص لا يقتصر على ما يعرف بمعاقل كرة اليد كالمكنين وقصر هلال والمهدية والحمامات وبني خيار ومنزل تميم وغيرها من الجهات التي أنجبت نجوم الأمس والحاضر، وإنما يجوز تعميمه على جميع أنحاء الجمهورية خاصة وأن حصاد النتائج والألقاب لم يعد يقتصر على «كبار» اللعبة» بل أصبح «للصغار» نصيب بالرغم من قلّة امكانياتهم وغياب الاضواء عنهم. والدليل ما حققه نادي سبورتينغ بن عروس في نهائي كأس الاواسط حيث فاز على واحد من زعماء كرة اليد وهو النادي الافريقي وكذلك فعلت الجمعية النسائية بطبلبة في نهائي الصغريات بعد تغلّبها على أولمبيك قفصة ولسائل أن يسأل أين جمعية الساحل والنور الرياضي في هذه المسابقة. ألا يعني ذلك أن كرة اليد في متناول جميع التونسيين والتونسيات؟ ماذا لو توفّرت أكثر امكانيات لهذه الأندية المغمورة؟ ماذا لو اقتنع أصحاب القرار بأن مؤهلات الشباب التونسي في كرة اليد لا مثيل لها في العالم؟ ماذا لو تضاعفت الميزانية المخصصة لهذه الرياضة؟ إن تألق بن عروس وطبلبة وغيرهما من الفرق الصغرى يزيدني يقينا بأن كرة اليد التونسية بمقدورها أن ترتقي الى الدرجة الاعلى في سلم الترتيب العالمي. والدرس لما يأتي من الصغار يصبح اكثر وقعا وأصدق رنينا.