«التشغيل سنة بيضاء» هو عنوان الاعتصام الذي نفذه أمس اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بالقصبة دفاعا عن حقهم في التشغيل وتنديدا بتجاهل الحكومة لمطالبهم. «التشغيل استحقاق يا عصابة السراق»، «شغل حرية كرامة وطنية»، لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت» هي بعض الشعارات التي رفعها أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الذين انطلقوا في مسيرة سلمية من كلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية وصولا الى القصبة أين جوبهوا بقوات الأمن تمنعهم من التظاهر في ساحة الحكومة بتعلة أن اعتصامهم غير شرعي حيث أنهم لم يحصلوا على ترخيص وهو ما أكده السيد معاذ القروي رئيس منطقة تونسالمدينة وهو ما أدى الى وقوع بعض الاعتداءات من قبل البوليس الذي تعرض بدوره الى استفزازات من قبل بعض المتظاهرين الذين كانوا على يقين من أنهم سيتعرضون الى الضرب مثلما حدث لهم يوم 11 فيفري و7 أفريل رغم حصولهم أنذاك على تراخيص للتظاهر.
وأبدى المتظاهرون استياءهم من عدم جدية الحكومة في التعاطي مع ملف التشغيل وعدم طرح حلول جذرية وحقيقية تلبي مطالب المعطلين «الذين كانوا المحرك الرئيسي للثورة ومازالوا» مؤكدين فشل الحكومة في حل أزمة البطالة حيث أشرت لهم الميزانية التكميلية لسنة 2012 بما رصدته من ميزانية التنمية والتشغيل عن عدم نية الحكومة الحالية في الخروج من الأزمة المستفلحة لبطالة حاملي الشهادات على حد تعبيرهم وأضافوا أن مشروع قانون الانتداب في الوظيفة العمومية قد كشف عن مواصلة الحكومة في نفس السياسات التشغيلية للنظام البائد المرتكزة على المحسوبية والرشوة والولاءات خاصة مع افتضاح قرارات التعيين الأخيرة في عدة وزارات دون اللجوء الى مناظرات.
ورقة انتخابية
سالم العياري المنسق العام الوطني لاتحاد اصحاب الشهادات المعطلين عن العمل أكد أن الحكومة قد قامت بعديد التجاوزات في الملف الاجتماعي مثل المساس بمناظرات 2011 والتأجيل المتكرر لمناظرات 2012 واستغلال ملف التشغيل كورقة انتخابية للانتخابات المقبلة اضافة الى التعيينات والتوظيفات الأخيرة التي حدثت في عدة وزارات دون مقاييس واضحة غير الولاءات والانتماءات، وأشار العياري الى أن اللجان المعنية بالنظر في مقاييس الانتداب في الوظيفة العمومية غير جدية منددا بسعي أعضاء المجلس التأسيسي الى الزيادة في أجورهم «رغم أن راتب الواحد منهم يمكن أن يحل أزمة 4 أو 5 معطلين عن العمل وقال: «لو كانوا ثوريون حقا لما رفضوا هذه الزيادات ورصدوها للمعطلين عن العمل» موضحا أن اعتصامهم جاء بعد استيفاءهم لكل أشكال الحوار وتقديمهم لعديد المقترحات للحكومة التي تتصرف بطريقة أحادية الجانب وقال: «نطالب بضرورة ايلاء ملف التشغيل الأولوية المطلقة ونرفض الوعود الانتخابية مثلما تعمل الحكومة على طمأنة المستثمرين من رجال الأعمال عليها أن تطمئن المعطلين عن العمل بشكل ملموس».
مطالب عاجلة
من جانبه طالب زياد الراجحي مكلف بالاعلام في اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بضرورة اعتماد مقاييس عادلة وشفافة للانتداب في الوظيفة العمومية والتسريع باعلان نتائج مناظرات 2011 وفتح مناضرات الانتداب لهذه السنة في أقرب وقت واقرار منحة بطالة قارة لأصحاب الشهادات المطعلين عن العمل والغاء آليات الانتداب المهنية والهشة والانتداب النهائي لكل العاملين تحت هذه الآليات الى جانب مطالبته بفتح حوار جدي ومسؤول مع ممثلي الاتحاد بصفته الممثل الشرعي لأصحاب الشهادات منذ 2006 وتطهير وزارة التربية وكافة الوزارات المعنية من رموز الفساد لضمان الشفافية في الانتدابات.
اتهامات
اعتصامنا مسيس ولكنه غير حزبيا» هذا ما أكده المتظاهرون الذين نفوا اتهامهم بوجود أطراف سياسية تحثهم على الاعتصام مؤكدين أن تحركهم لا علاقة له بالتجاذبات السياسية والدافع الوحيد للاعتصام هو حرمانهم من التشغيل في حين وجه بعض ممن كان متواجدا بالقصبة الاتهام لحمة الهمامي بوقوفه وراء اعتصام اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل خدمة لأغراض شخصية.
تنديد
بعض التجار كانوا متواجدين بالقصبة وأبدوا استياءهم من اعتصام أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل مؤكدين ان ذلك سيضر بمبيعاتهم خاصة تجاه السواح حتى أن بعضهم توجه بعبارات نابية للمتظاهرين مما أثار مناوشات كلامية بين الطرفين الا أن تدخل أعوان الأمن حال دون حدوث مصادمات بينهما كما لاحظنا حرصا من رجال الأمن على تفادي التصادم مع المتظاهرين رغم بعض الاعتداءات التي وقعت في الساعة الأولى من الاعتصام.