هل كانت دموع صوفية وهي تشاهد عرض شريط «صالح بن يوسف جريمة دولة» دليلا على نجاح هذا العرض الوثائقي الدرامي الذي عرض في تونس وخارجها. وبحضور نخبة من اليوسفيين والمفكرين والمهتمين بالحركة الوطنية التونسية واحباء الاشرطة الوثائقية.؟
اليوم السبت في الرابعة مساء بقصر قرطاج وبحضور رئيس الجمهورية سيعرض الشريط الوثائقي «صالح بن يوسف جريمة دولة» بحضور مخرجه جمال دلالي ونخبة من المهتمين بالحركة الوطنية كما يتوقع ان تكون ارملة صالح بن يوسف في الموعد.
إيمان بن حسين شاركت في هذا العمل وأمنت ستة مقاطع درامية من شريط انتجته قناة الجزيرة والذي ضم ستة عشر شهادة لمناضلين وباحثين في تاريخ الحركة الوطنية وسياسيين من بينهم زوجة صالح بن يوسف وابنه وسالم الابيض ومحمد الصياح وحسين التريكي وعميرة علية الصغير...
كل هذه الشهادات تعامل معها مخرج هذا العمل التونسي المهاجر جمال دلالي ومساعده فتحي الجوادي جمال دلالي هو الذي كتب سيناريو هذا العمل وقام بتركيبه. وسبق لهذا المخرج ان انجز اعمالا اخرى حول حشاد والمنصف باي.
اليوم لم يعد يسرق المشاهد كما فعل في عهد المخلوع حيث كان يصور بعيدا عن اعين الرقيب لان النبش في التاريخ التونسي كان وفق الرواية التي اشتهاها بورقيبة وبن علي.
الشهادات كانت حبلى بالمعلومات لكن الشق الموالي لبورقيبة كان صوته خافتا وكان اغتيال صالح بن يوسف جريمة دولة بكل المقاييس...
وهذه المعلومات فضلا عن المشاهد الدرامية التي تكفلت بها ايمان بن حسين اثرت العمل وانقذته من الرتابة مثل الحديث عن اعتراف بورقيبة امام طلبة معهد الصحافة بانه اغتال من وصفه ب«الحية الرقطاء» او تلك الشهادة حول دفن بن يوسف في مقبرة الشهداء قبل ان يصلى عليه في مسجد عمر مكرم ويدفن وقد شيع بالورود والدموع في جنازة حاشدة حضرها المناضل الكبير عبد الكريم الخطابي وكتب على قبره «عاش مجاهدا ومات شهيدا».
الشريط كان ادانة لفترة تم تزييف تاريخ الحركة الوطنية فيها ولعله رد بعض الاعتبار لصالح بن يوسف الذي صفاه بورقيبة كما صفى المئات من اليوسفيين والزيتونيين الى درجة جعلت الدكتور سالم الابيض يتحدث عن مقابر جماعية في «صباط الظلام» بل وطالب باعادة فتح ملف الاغتيالات التي نفذها بورقيبة ضد خصومه.
الشريط انصف بن يوسف لكنه أهمل الرأي الآخر الذي يمثله السبسي وغيره من اعوان بورقيبة. فقد صرح السبسي لبرنامج «شاهد وشواهد» للزميلة انصاف اليحياوي بأن بن يوسف خطط هو الاخر لقتل بورقيبة وقال حرفيا «إما راسي وإما راس بورقيبة حتى لو سال الدم للركبة»... كما أغفل الشريط علاقة بن يوسف بعبد الناصر الذي لم تتبلور الناصرية كفكرة لديه ويبدو ان بن يوسف قد اثر فيه ايما تأثير وحذره من السفر لان هناك خطة لتصفيته.