استفاق أهالي مدينة جندوبة فجر أمس (السبت) على أحداث حرق وفوضى عارمة نتج عنها حرق مركز الشرطة العدلية وعدد من الحانات ونزل وسط المدينة. حادثة الفوضى والعنف هذه جاءت بعد ان تم مساء ليلة الجمعة ايقاف عدد من العناصر السلفية واصطحابهم إلى مقر منطقة الأمن بجندوبة مما جعل أصحابهم ينتقلون بعد صلاة الفجر من يوم السبت إلى داخل المدينة حيث تم في مرحلة أولى حرق مركز الشرطة العدلية بشارع النخيل ثم التنقل إلى منطقة الشرطة القريبة منه وقاموا برمي قوارير حارقة بقاعة الاجتماعات وتهشيم البلور الأمامي للمنطقة وبعد تعزيزات أمنية ومواجهات استعمل فيها الغاز المسيل للدموع والهراوات من جانب أعوان الأمن والعصي وأسلحة بيضاء والزجاجات الحارقة من طرف العناصر السلفية التي كانت متواجدة على مسرح الواقعة بأعداد كبيرة وتم تفريق السلفيين الذين تنقلوا وسط المدينة لتتواصل عملية الحرق والاعتداءات التي شملت كذلك نزلا وسط المدينة وثلاث حانات.
مجهودات كبيرة
أمام هذا الوضع وحالة الحرائق التي شملت عدة مصالح تضاعفت مجهودات الإطفاء من طرف أعوان الحماية المدنية تواصلت لكامل الفترة الصباحية من يوم السبت نظرا لاتساع رقعة الحرائق.
هذا ولم تسجل الأحداث أضرارا بشرية عدا الأضرار المادية. كما تم بالتوازي مع ذلك استدعاء تعزيزات أمنية مكثفة قصد السيطرة على الوضع وعلمت «الشروق» أن تعزيزات من العاصمة والمدن القريبة ستحل للسيطرة على الوضع وإعادة الهدوء للمدينة التي شهدت بالمناسبة شللا اقتصاديا بسبب غلق أغلب المحلات التجارية والخدماتية تحسبا لكل طارئ.
استياء وحيرة
الوضع الذي شهدته المدينة أثار استياء أصحاب المحلات وتعطل مصالح المواطنين. كما أن حالة من الهلع والخوف اكتسحت قلوب سكان المدينة الذين أكدوا ل«الشروق» أنهم ملوا هذا الوضع وما يكتسح المدينة بين الحين والآخر من حالة انفلات ورعب يكون الضحية الأولى فيها المواطن الذي اقلقته النعرات وتصفية الحسابات.
وبعد مواجهات وكر وفر بين قوات الأمن وعناصر السلفية تمّ إيقاف أحد العناصر في حين تحصنت البقية بمسجد الحوايلية وأكدت مصادر أمنية أن عملية تمشيط المدينة ستتواصل إلى حين عودة الهدوء.