قررت قناة الجنوبية رغم حداثة عهدها الدخول مباشرة في الانتاج من خلال مسلسل للسيناريست رياض النفوسي. السيناريونال اعجاب السيد فرحات الجويني والسيد ربيع بعبورة مالكي القناة وهو مسلسل كوميدي لا يخلومن الدراما الواقعية ومستوحى من ذلك المد التضامني الاستثنائي الذي عرفته تونس.
وبالخصوص الجنوب التونسي مع الأشقاء الليبيين والمصريين وغيرهم من الجاليات الذين فرّوا نحوبلادنا بعد تفاقم الانفلات الأمني والنزاع المسلّح ليبيا. يتعرض المسلسل الى عائلة ليبية متوسطة الحال تقطعت بها السبل بعد اندلاع الأحداث بليبيا ففرّت الى تونس مثلها مثل آلاف العائلات الأخرى فاحتضنتها عائلة تونسية فقيرة الحال بمنزلهم (الحوش) مدّة 6 أشهر الى حين سقوط نظام القذّافي.
فتنشأ خلال تلك الفترة عدّة علاقات انسانية وعاطفية ومواقف طريفة وتمرّ على هاتين العائلتين عدّة أحداث تم تناولها بشكل كوميدي مع عدّة مواضيع اجتماعية مثل الهجرة غير الشرعية التي انتشرت بشكل كبير خلال تلك الفترة.
السيناريست رياض النفوسي شاعر من مواليد جربة متحصّل على الأستاذية في الحقوق متزوج وأب لولدين رامي ورائد... ألف مسلسلين دراميين الأوّل يعالج مسألة الهوية ويطرح سؤال هل نحن امام صراع أم حوار الحضارات باعتماد مواضيع جريئة وجديدة ويؤرخ في ذات الوقت لمرحلة مهمة من تاريخنا العربي وكما يطرح مسائل اجتماعية واقتصادية طبعت واقعنا بعد احتلال العراق؟ وهومشروع مع المخرج علي منصور بعنوان «فرسان الضباب» والمخرج متمسك بانجازه نظرا لعمق المواضيع وطريقة طرحها وقد قدم للوطنية عدة مرات في العهد السابق والكل يعرف ماذا كان يحدث في التلفزة آنداك وقد عانى المخرج كثيرا بسبب رغبته في انجازه وقد قدم في هذا العام وعرف نفس المصير بعد أن اثيرت ضجة سببها أن الرئيس المدير العام الجديد السيد عدنان خدر هو ابن أخت المخرج السيد علي منصور وقد أثار هذا الأمر في الصحافة الممثل لمين النهدي أثناء قيام لجنة القراءة باختيار الأعمال الرمضانية وبطبيعة الحال رفض التلفزة علل بعدم توفر الإمكانيات نظرا لتكلفته الكبيرة السيناريست يتساءل هل سنبقى نكتفي بأعمال معينة وكتاب معينين الى الأبد وماذا يعني الإنفاق على مسلسل متوسط مليون دينار مثلا ثم لا يلاقي اهتماما ولا تسويقا الا يعد خسارة وهدرا للمال العام؟
المسلسل الثاني بعنوان «العقاب» ويطرح موضوع برامج الواقع ودورها في تخدير الشعب ومتاجرتها بأعراض الناس بغية تحقيق الربح السهل ويطرح كذلك مسألة الفساد المالي والإداري والتضييق على الصحافة وارهابهم والرشوة (كتب قبل الثورة) وتبنته المنتجة سلمى بكّار لكن نظرا لانشغالها بالمجلس الوطني التأسيسي وبعد اذنها فان السناريست بصدد البحث عن تلفزة تتبنى طرحه وأفكاره.
كما شرع في كتابة مسلسل جديد بعنوان «الأزهار لا تموت» في تجربة الكتابة الثنائية مع الشاعرة المتألقة ألفة العبيدي.
يتساءل السيناريست رياض لنفوسي بعد أن قرأ له معظم المخرجين والمنتجين أمثال علي منصور والسيدة سلمى بكار والسيد الحبيب المسلماني والمنتج نجيب عياد وغيرهم هل يجب أن يكتب في مواضيع مستهلكة وبتكلفة بسيطة حتى تنتج نصوصه ؟
وقد وقع الاتصال لانجاز «الدار الكبيرة» بالممثلين فؤاد ليتيم وتوفيق البحري وأحمد السنوسي الذي أراد السيناريست تكريمه وكذلك الممثلة المتألقة دارين بوغزالة التي آمن السيناريست بقدراتها وكفاءاتها بعد تجربة طويلة في المسرح وظهور في بعض الأعمال التونسية والأجنبية وأسند لها أحد الأدوار الرئيسية (نادية) وكما اتصلت القناة بنعيمة الجاني ودليلة مفتاحي مع ثلاثة ممثلين من ليبيا وممثل من مصر وممثلة فرنسية. كما وقع الاتصال بالمذيع الرائع خميس بوبطان كضيف في بعض الحلقات وعدة وجوه جديدة سيقع الاختيار عليها تباعا...