احتفلت تونس يوم الأحد كسائر بلدان العالم باليوم الأولمبي ومرة أخرى حضرت «الطامة والعامة» من مسؤولين في الوزارة وأعضاء اللجنة الوطنية الأولمبية ومسيرين ورياضيين.
كل هؤلاء كانوا في ضيافة نادي حمام الأنف في أجواء احتفالية طغى عليها حبّ التظاهر والتقرّب من المسؤولين بل قل تسجيل الحضور حتى لا يعاب عليهم مقاطعة نشاط رسمي.
مرّة أخرى كان واجب تلبية الدعوة الدافع الأكبر لمعظم المتوافدين. كنا نتمنى أن يكون اليوم الأولمبي مناسبة لدفع جميع التونسيين في كافة أنحاء البلاد وخاصة منها المناطق الداخلية والمحرومة من تعاطي الرياضة والاستئناس بفوائدها. كنا نتمنى أن تقوم اللجنة الوطنية الأولمبية في هذا الظرف بالذات والبلاد على حافة بركان بنشاط واسع النطاق يشمل جميع الجهات يكون بمثابة نشر الفكر الأولمبي النبيل لما فيه بالخصوص من نبذ لكافة مظاهر التطرّف والعنف.
كنا نتمنى أن تضطلع اللجنة الأولمبية بمسؤوليتها الوطنية في هذا الطرف بالذات وتبدي أكثر شجاعة لمواجهة هذا الواقع المرير لبلادنا من المفروض أن تكون تملكه وتقدر على نشره من قيم تآخ وتضامن. كنا نتمنى أن يتحول يونس الشتالي وبقية أعضاء اللجنة كلّ الى جهة ربما تكون جهة انتمائه لاقتراح المادة الرياضية والأولمبية كبديل تعبيري (جسدي وفكري) لمعاناة شباب هذه الجهات من التهميش والفقر والكبت.
إن الحركة الأولمبية ليست حركة مناسباتية رهينة الاحتفال بيوم من كل سنة، بل إنها تقتضي حركية دائمة قوامها نشر الفكر الأولمبي كفلسفة للحياة لدى الناشئة من المدرسة الابتدائية حتى يتشبّع الشباب بالقيم الانسانية النبيلة وخاصة منها مغالبة النفس والتنافس النزيه وحب الآخر والتآزر والتضامن والسعي الى نشر السلام والابتعاد عن كل أنواع الآفات ونبذ العنف بجميع أشكاله ومقاومة التطرف.
أقول ذلك متسائلا كم من المتعوّدين على مثل هذه المناسبات والذين شاهدناهم من قبل في اليوم المفتوح الذي نظمته الوزارة بالحي الوطني الرياضي بالمنزه أو في سهرة الرياضة النسائية التي أقامتها اللجنة الأولمبية بالمرسى، كم من هؤلاء يستيقظ صباح الأحد ليتحول الى أقرب مسلك من مقرّ إقامته للقيام بنشاط رياضي يخفّف عنه أتعاب الأسبوع؟ لماذا لا تفتح أبواب الملاعب والفضاءات الرياضية المدرسية أمام «الشعب» في انتظار تهيئة الغابات والجبال وحتى أرصفة الطرقات ليصبح النشاط البدني والرياضي تقليدا راسخا عند التونسيين يرتقي بهم عن الأفكار السوداء!