اتخذ الكهل محسن بوعبدلي احد الاكواخ المهجورة وسط الجبال مقرا دائما له فهو يعيش حياة بدائية وفي عزلة تامة لا انيس له سوى الحيوانات البرية التي تقطن بجواره وسط جبال الروحية من معتمدية مكثر.
منذ أن وقعت اعيننا على هذا الكهل عادت مخيلتنا الى العصور البدائية كيف استوطن الانسان البدائي في الجبال والمغاور والكهوف فالصور التي كانت تحملها مخيلتنا هي ذاتها التي وقفنا عليها لا يختلف الكهل محسن عن الانسان البدائي سوى في النطق.
بيت قصديري وبقايا اواني بلاستكية واخرى حديدية تآكلت بمفعول الصدإ عثر عليها ذات مرة ملقاة في احدى الاودية او في الغابة التي يسكنها كانت ملامح محسن الخارجية تبعث على الاشمئزاز احيانا وبالعطف احيانا اخرى، ورغم تلك الاحوال فإنه كان راضيا مؤمنا بأن ذلك مسألة قضاء وقدر وان مشيئة الله ارادت ذلك هذا ما افصح عنه الكهل محسن فقد تم تجاهله ولم تستمع السلطات الى مطالبه. خيرت الاستقرار بجانب الحيوانات المفترسة على ان استقر بالقرب من الناس لاني التمست في تلك الحيوانات شيئا من السكينة يضيف محدثنا بمرارة كما لا انكر ان البعض من الاهالي القاطنين في الاماكن المجاورة يتصدقون علي أحيانا ببقايا لباس او ببعض المأكولات وبثقة تامة اضاف ان القدر صاغ له حياة بائسة لكنه ظل قنوعا.
نداء هذا الكهل الى السلط المعنية او لذوي القلوب الرحيمة حتى يتسنى له ضمان حياة كريمة كغيره من المواطنين التونسيين.