«حياة محمد سيرة النبيء في المدينة وانتصار الاسلام» هو عنوان الكتاب الجديد للدكتور هشام جعيط أحد المفكرين العرب القلائل المتخصصين في الاسلام الأول والسيرة النبوية. أحتضن فضاء صوفينزبا بقرطاج ظهر الجمعة لقاء مع الدكتور هشام جعيط بمناسبة اصدار دارسيراس لكتابه الجديد باللغة الفرنسية La vie de Muhammad le parcours du prophéte à Médine et le triomphe de l'islam هذا الكتاب قال الدكتور جعيط أنه الجزء الثالث من ثلاثية متعلقة بالسيرة النبوية والمعروف أن هشام جعيط أختار منذ بدايات اهتمامه بالاسلام الأول أن يتعامل مع السيرة النبوية من جانبها التاريخي وليس المقدس الذي يلتقي فيه المسلمون جميعا وقال جعيط أنه لم يشأ الاستعانة بكتب أخرى مثل ما كتبه محمد حسين هيكل عن الرسول محمد بن عبدالله (ص) أو الشاعر العراقي معروف الرصافي في كتابه الشهير عن السيرة المحمدية ولا على ابن أسحاق الذي كان أول من كتب بيبلوغرافيا بالمفهوم الحديث لحياة الرسول محمد ص.
جعيط قال أنه يعتبر كتابه الجديد أهم ما كتب عن السيرة النبوية لحد الآن لأنه كتاب تاريخي أرخ للوقائع التاريخية ونزل سيرة الرسول في الاطار التاريخي الذي عاش فيه وأكد أنه لم يهتم ببعض الجوانب التي أهتم بها مؤرخون ومستشرقون في حياة الرسول ص مثل زيجاته مثلا بل أهتم بتأسيس الدولة ونشر الاسلام وكيف كان محمد بن عبد الله (ص) رجل فعل خاض حروبا مع المعارضة وأنتصر فيها وأكد أن كتابه هو في النهاية أنتروبولوجيا تاريخية.
الكتاب
الكتاب الصادر في أربعة فصول قسمه الدكتور جعيط الى البيئة المدينية بكل مكوناتها الاجتماعية والجغرافية والتركيبة القبلية للأوس والخزرج والجوانب الاقتصادية وظهور مفهوم «الأمة»وفي الفصل الثاني تعرض الى المعركة مع قريش وعلاقة الرسول ص مع اليهود وغزوة بدر والصلح مع بني قريضة وفي الفصل الثالث اهتم بانتصار الاسلام وتوسعه في المنطقة الغربية العربية و الفصل الخامس خصصه للفتح الاسلامي وبناء الدولة.
هذا الكتاب يندرج في نفس السياق الذي كتب فيه «تاريخية الدعوة المحمدية» و«الفتنة الكبرى» وأزمة الثقافة الاسلامية» و«الكوفة» وهي كتب تندرج ضمن مشروع فكري يتعامل مع التاريخ العربي الاسلامي بعلمية المؤرخ بعيدا عن القراءة القدسية التي تخصص فيها الفقهاء وعلماء الدين وشراح القرأن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.