نظمت «الجمعية التونسية للبيئة و الطبيعة بقابس» بالإشتراك مع الوحدة التنفيذية لمشروع حماية الثروات البحرية والساحلية بخليج قابس يوما تحسيسيا حول «حماية السلاحف البحرية» بأحد نزل المدينة يوم السبت 26 ماي 2012. الندوة افتتحها السيد فؤاد كريم رئيس الجمعية. وأكد السيد فؤاد أن الهدف من هذا اللقاء هو دراسة الأسباب التي ساهمت في انقراض هذا النوع من الكائنات البحرية وكيفية حمايتها من التلوث البيئي والصيد الجائر. وقد أثثت الندوة مجموعة من الباحثين والمهندسين والخبراء في علوم البحار والبيئة والصيد البحري .المداخلة الأولى للأستاذ المحاضر والدكتور «نجم الدين البرادعي» تطرق فيها للتنوع البيولوجي البحري والمخاطر التي تحوم حوله وتفاعلات الصيد البحري والارتفاع الحراري الذي يشهده العالم ومشاكل التنوع البيولوجي والسلاحف البحرية. تلتها مداخلة الدكتور والأستاذ المحاضر «عماد الجريبي» مكّن خلالها الحضور من التعرف على أنواع السلاحف البحرية وكيفية عيشها باعتبار تواجدها بجميع محيطات العالم وعددها ثمانية من بينها السلحفاة الخضراء وضخمة الرأس والسوداء وجلدية الظهر والزيتونة وصقرية المنقار ومسطحة الظهر .
تستخدم السلاحف البرية عدة طرق تساعدها على الملاحة في البحر. حاسة شم قوية بوصلة مغناطيسية داخلية تساعدها على التعرف على المجال المغناطيسي للأرض تفسر قدرة اناث السلاحف على العودة إلى نفس الشاطئ بعد 15-40 سنة لوضع بيضها.
والمداخلة الثالثة أمنتها المهندسة في علوم البحار «أسماء بن يوسف» استعرضت خلالها مختلف الأخطار التي تهدّد السلحفاة البحرية من الانقراض أهمها تخريب موطنها على اليابسة والصيد العشوائي وتلوث بيئتها البحرية بالسوائل المستعملة والمواد الكيميائية و البلاستيكية. والمداخلة الأخيرة للأستاذتين في العلوم الطبيعية «هالة العياشي» وعلوم البيئة «خولة لحبيب» تميزت باقتراحات جيّدة لكيفية حماية السلاحف البحرية من الانقراض باعتبار الإنسان أوّل وأخطر المهددين بسبب نشاطاته وتوسعه على حساب غيره وضرورة التركيز على تحسيس جميع المتداخلين في الصيد البحري وإرشادهم في كيفية التعامل مع الكائنات البحرية وخاصة السلاحف عند وقوعها في شباكهم وقد تفاعل الحضور مع الموضوع وتميزت تدخلاتهم بالتنوّع مؤكدين حرصهم الشديد على ضرورة حماية الثروة السمكية وجميع الكائنات البحرية من الانقراض جراء التلوث البيئي وإلقاء «الفوسفوجبس» في عرض البحر وردّا على تساؤلات الحاضرين أجاب السيد فؤاد كريم مؤكدا على ضرورة إيجاد حلول جذرية لإيقاف نزيف الصيد العشوائي باعتبار خليج قابس محضنة لتربية الأسماك بأنواعها الفريدة و مناخا مميّزا وملائما لتكاثرها والنموّ الطبيعي لجميع الكائنات البحرية على مختلف أشكالها وأنواعها .
وتناول المهندس لطفي مصدقي ممثل عن وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي بقابس معضلة التلوث البحري والهوائي بقابس باعتباره الشغل الشاغل للمواطن في قابس وقد كانت جل الدراسات والندوات والتظاهرات لمختلف القطاعات والمجالات تأخذ منعرجا نحو التطرق للمخاطر البيئية جراء التلوث بقابس وأكّد أن السلطة على أعلى مستوى واعية وشاعرة بالتداعيات السيئة للتلوث الهوائي والبحري بقابس وماضية في تدارس مختلف المشاريع التي من شأنها أن تحدّ منه وعديد الملفات تحت الدرس وقد سمحت له الفرصة للإطلاع على العديد من التجارب في مجال مقاومة التلوث البيئي بعديد الدول الأوروبية والآسيوية المصنعة في المجال الكيميائي وكيفية مقاومته وقد تركزت قاعدة لجمع المعلومات تخص حماية خليج قابس ودراسة المنظومات الهشة كواحات قابس.