صفاقس - الصباح: نظم مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة يوم الثلاثاء الماضي بأحد النزل بصفاقس يوما تحسيسيا حول «الصيد البحري المستديم» تحت إشراف وزير البيئة والتنمية المستديمة. ويتنزل هذا اليوم التحسيسي في إطار تنفيذ مشروع حماية الثروات البحرية والساحلية بخليج قابس الممول من طرف الصندوق العالمي للبيئة. وللإشارة فإنّ مشروع «حماية الثروات البحرية والساحلية بخليج قابس يندرج ضمن توجهات المحافظة على الثروات الطبيعية البرية والبحرية وتنميتها في ظل سياسة تنموية وبيئية شاملة ترتكز أساسا على مبادئ التصرّف المندمج المستديم ومن خلال الاعتماد على المقاربة التشاركية ويشمل أربعة عناصر هامة وهي: 1 - الدعم المؤسساتي للهياكل الوطنية المعنية بالتصرف وحماية خليج قابس. 2 - تدعيم القدرات البشرية. 3 - تنمية المعارف العلمية حول خليج قابس. 4 - وضع وتنفيذ خطط التصرف في التنوع البيولوجي. مع العلم أن هذا اليوم التحسيسي قد شهد حضورا مكثفا من طرف مختلف ممثلي الهياكل المتداخلة وهو ما جعل المداخلات تتميّز بتنوعها. ماذا قالوا عن الندوة؟ السيد سمير بلعيد (المدير العام لمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة) يهدف هذا المشروع الى تطوير أساليب التصرف المندمج للمحافظة على الثروات الطبيعية والتنوع البيولوجي والتوازن البيئي بصفة مستديمة. وأمّا عن الأطراف المتدخلة في المشروع فهي: وزارة البيئة والتنمية المستديمة والمعهد الوطني لتكنولوجيا البيئة ومركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة ووكالة حماية وتهيئةالشريط الساحلي، والمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، وقد انطلق المشروع سنة 2005 ومن المنتظر أن ينتهي سنة 2010 ويتضمن إعداد وإنجاز مخططات التصرف المندمج لخمس مناطق نموذجية وهي قرقنة، والكنايس، وواحة قابس وبحيرة بوغرارة، والبيبان، وقد شملت المحاور الأساسية لهذا اليوم التحسيسي بالتصرف المستديم للثروات البحرية والساحلية، تأثيرات تقنيات الصيد البحري المستعملة على الثروات البحرية، التشريعات الوطنية والجهوية في مجال حماية الثروات والتعريف بالمعاهدات والاتفاقيات الإقليمية والدولية في مجال استغلال الثروات البحرية. السيد الحبيب بن علية: لقد قدمت مداخلة حول «التصرف في الثروات البحرية: مدونة سلوك لصيد بحري مستديم» وهذه المدونة تعتبر وثيقة دولية قامت بإعدادها منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة ووقع اقرارها سنة 1993 كما أنها جاءت نتيجة توصيات من جهات دولية متعددة خلال المؤتمر الدولي للصيد المستديم سنة 1992 والسنة العالمية للمحيط والتنمية بالبرازيل سنة 1992. وهذه المدونة تؤكد على ضرورة المحافظة على الثروات البحرية وذلك باتباع طرق صيد صديقة للبيئة واحترام المناطق الحساسة مع العناية بالانتاج أثناء نقله وتسويقه حتى يصل إلى المستهلك سليما. كما تدعو هذه المدونة إلى تشجيع البحث العلمي والتعاون الاقليمي والدولي في هذا الميدان إضافة إلى تنظيمها لعملية الصيد في أعالي البحار وخاصة عند استغلال الأنواع المهاجرة والثروات المشتركة. محمد غربال: أستاذ بحث بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار لقد قدمت مداخلة حول تأثيرات تقنيات الصيد البحري المستعملة على الثروات البحرية بخليج قابس وذلك من خلال اعطاء تفاصيل حول تطور الصيد البحري في العالم وفي البلاد التونسية ووضعية الاستغلال بالعالم وبتونس وتأثير تقنيات الصيد على الثروات البحرية كالصيد بالجرّ والصيد بالكيس والصيد بالشباك الدائرة. كما تحدثت عن تجارب المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار في تقنيات الصيد البحري. بسمة الحمداوي (مهندسة فلاحية): ذكرت ان نسبة المياه على سطح الأرض تمثل 75% من مساحة الأرض الجملية. وتمتاز البحار والمحيطات بوسط بيئي طبيعي مهم لاستقرار الحياة علي سطح الأرض والمحيط البيئي البحري هو في علاقة مباشرة مع المحيط البري والجوي إذ أن البحر يحتوي على ثروات بحرية متعددة حيوية (faune) ونباتية (flore) وعلي عشبة البوزيدونا التي تسمى رئة البحر اذ أنها تقوم بانتاج كميات هامة من الأوكسيجين الضروري للحياة على سطح الأرض كما يحتوي البحر على ثروات حيوانية هامة جزء منها ذو قيمة بيئية وإيكولوجية والجزء الآخر ذو قيمة غذائية واقتصادية. ثم أشارت إلى أن الهدف من هذا اليوم التحسيسي هو «الصيد البحري المستديم» هو التوعية والتحسيس على أهمية الاستغلال الرشيد للثروات البحرية. إذ أن البحر وخاصة بالمنطقة الساحلية يتعرض الى عمليات الصيد البحري بعديد الوسائل والتقنيات المعدة للصيد العائم Pélagique أو القاعي Benthique إذن فعمليات الصيد تهدف الى استغلال الأنواع والأصناف ذات القيمة الغذائية والاقتصادية التي نجدها في مختلف أسواق السمك في البلاد. ولكن في خضم هذا الاستغلال علينا الأخذ بعين الاعتبار سلامة الكائنات البحرية ذات القيمة الايكولوجية والبيئية مثل أعشاب البحر. سهى العاصمي: تحدثت عن مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة وهو مركز إقليمي يعمل مع بلدان اقليم المتوسط، تحتضنه تونس منذ سنة 1985 ويهتم بتطبيق بروتوكول المناطق المتمتعة بحماية خاصة والتنوع البيولوجي بالبحر المتوسط والمنضوي تحت اتفاقية برشلونة. ويعمل هذا المركز على دعم البلاد المتوسطية لحماية الأنواع البحرية المهددة بالانقراض ولإنشاء محميات طبيعية بحرية وشاطئية. يسعى البروتوكول لإنشاء «مناطق متمتعة بحماية خاصة ذات أهمية متوسطية». ويتم تسجيل هذا النوع من المحميات على ما يسمّى بقائمة ال«ASPIM» بعد موافقة الأطراف المتعاقدة لاتفاقية برشلونة. وتعد هذه القائمة لحد الآن 21 محمية، موجودة بإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والجزائر وتونس وموناكو والمواقع التونسية المسجلة على القائمة هي: زمبرة وزمبرتة وجالطة والكنائس. وتكون هذه المناطق مثالا للاستغلال والإدارة الرشيدة والمستديمة. وإلى جانب إقامة المحميات يهتم المركز كذلك بالأنواع المهددة لذلك أعد 8 خطط عمل إقليمية متوسطية لحماية أهم هذه الأنواع وهي: الفقمة الراهبة والسلاحف البحرية والحوتيتات والنباتات البحرية والأسماك الخضروفية والطيور والأنواع الدخيلة.