هددت واشنطن أمس دمشق بعمليات عسكرية خارج الأممالمتحدة متحدثة في ذات الوقت عن اتفاق مع روسيا يقضي بتنحي الرئيس بشار الأسد فيما جددت موسكو تمسكها بموقفها من الأزمة السورية. قالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة للضغط على سوريا لحملها على إنهاء حملتها التي مضى عليها 14 شهرا على المعارضة فإن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية قد لا تجد أمامها من خيار سوى التحرك خارج إطار الأممالمتحدة.
ثلاثة أشكال
وفي سياق تشخيصها للأوضاع في سوريا, أوردت رايس ان الصراع في سوريا قد ينتهي بأحد ثلاثة أشكال , الشكل الأول سيكون إذا قررت حكومة الرئيس بشار الأسد الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة عنان للسلام ذات النقاط الست ومنها وقف الهجمات العسكرية على المدن السورية وسحب الاسلحة الثقيلة وإعادة القوات الى ثكناتها والحوار مع المعارضة بشأن «الانتقال السياسي».
والخيار الثاني سيكون قيام مجلس الأمن باتخاذ إجراء للضغط على دمشق لتلتزم التزاما كاملا بخطة عنان. وأضافت رايس قولها «في غياب أي من هذين التصورين فانه يبدو ان هناك بديلا واحدا آخر وهو حقا أسوأ التصورات مشيرة إلى أنه مما يبعث على الأسف ان ذلك فيما يبدو هو «التصور الأرجح». وفق زعمها .
وادّعت «أن العنف سيتصاعد والصراع سينتشر وسيشتد. وستتورط فيه بلدان في المنطقة. ويتخذ أشكالا طائفية على نحو متزايد ويصبح لدينا ازمة كبيرة لا في سوريا وحدها وانما في المنطقة كلها».
وأضافت قولها انه حينئذ تكون خطة عنان قد ماتت ويتحول العنف في سوريا إلى «حرب بالوكالة تأتي فيها الأسلحة من كل الأطراف». وكانت الولاياتالمتحدة قد قادت من قبل تدخلات عسكرية دون أي تفويض أممي من مجلس الامن في كوسوفو والعراق.
تحضير
بدورها, اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان استمرار عمليات القتل في سوريا يؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية أكثر صرامة، لكنها شددت على ان اي تدخل عسكري سيتطلب تأييد المجتمع الدولي بما فيه روسيا.
وقالت كلينتون إن الدعم الدولي أتاح العام الماضي تشكيل تحالف دولي ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي. لكنها أشارت الى أن روسيا والصين تعارضان في الوقت الراهن اتخاذ إجراءات مشابهة ضد سوريا. كما اعترفت الوزيرة الأمريكية بأن شن عملية عسكرية ضد النظام السوري ، سيكون أصعب بكثير من العملية العسكرية التي قادها حلف الناتو في ليبيا.
وردا على سؤال حول توقيت «عملية عسكرية محتملة» ضد سوريا قالت كلينتون : «كل يوم يمر، يزداد عدد البراهين لصالح هذا الخيار». وزعمت قائدة الدبلوماسية الأمريكية ان الدعم الروسي للأسد قد يصبح أحد العوامل المؤدية الى حرب أهلية بسوريا.
وحذرت كلينتون من ان اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق في سوريا سيؤدي الى تعقيد الأمور في المنطقة، وقد تتحول الى حرب إقليمية تنزلق اليها إيران وقوى إقليمية أخرى.
واشارت في هذا السياق الى قلق الأردن ولبنان من الوضع الأمني في أراضيهما في حال تعميق الأزمة السورية وهواجس تركيا من نشاط الإرهابيين الأكراد الذين يتخذون من الأراضي السورية قاعدة لهم.
في الطرف المقابل , أعلن الناطق باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس أن الموقف الروسي بشأن سوريا «متوازن ومنطقي» ولن يتغير تحت الضغط.
وقال ديميتري بيسكوف لوكالة «انترفاكس» الروسية إن «موقف روسيا معروف جيداً، وهو متوازن وثابت ومنطقي تماماً»، مشيراً إلى أن القول إن «هذا الموقف سيتغير تحت ضغط أي كان، ليس صحيحاً». وتأتي تصريحات الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا على تهديدات الديبلوماسية الأمريكية ممثلة في هيلاري كلينتون وسوزان رايس وتعقيبا أيضا على تأكيدات البيت الابيض بقرب الوصول إلى اتفاق أمريكي روسي على إبعاد الرئيس بشار الأسد من السلطة .
طبخة روسية أمريكية
حيث أعلن دينيس ماكدوناه مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون السياسة الخارجية أمس ان واشنطن قريبة من التوصل الى اتفاق مع موسكو حول إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
ولم يكشف المسؤول الأمريكي عن تفاصيل الاتفاق، لكنه زعم على ان نظام الأسد فقد شرعيته. وأضاف أن واشنطن ترى أن التمسك بالعلاقات مع مثل هذا النظام لا تصب في مصالح روسيا في الوقت الراهن.