ودعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس الأسرة الدولية إلى تجنب التهور حيال سوريا معتبرا أن على الشعب السوري تقرير مصيره بنفسه. لا... للتهور ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله « بالطيع نحن ندين العنف أيا كان مصدره لكن يجب علينا ألا نتصرف بتهور مضيفا أنه كان على المجتمع الدولي في ليبيا وسوريا إفساح المجال أمام الشعبين الليبي والسوري لحل مشاكلهما الداخلية بنفسيهما. وتابع قائلا: مهمتنا هي المساعدة بدون أي شكل من أشكال التدخل في إشارة إلى دعوة الدول الغربية والعربية إلى الرئيس السوري الشرعي بشار الأسد بالتنحي. ويبدو أن دعوة فلاديمير بوتين إلى تجنب التهور حيال سوريا يأتي في سياق «الرد الديبلوماسي غير المباشر» عن التحضيرات الغربية لاعتماد الحلول العسكرية في سوريا. ال«مارينز» يسخنون كشفت شبكة «سي ان أن» الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» والقيادة المركزية في الجيش الأمريكي بدأتا التحضير لإجراء مراجعة شاملة للقدرات العسكرية الأمريكية في حال طلب التدخل في سوريا. ونقلت عن مسؤولين في القيادة العسكرية قولهما: إن البنتاغون سيطرح كافة الخيارات العسكرية وشبه العسكرية أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليختار الأسلوب «الأمثل» في التعاطي مع المشهد السوري مشيرين إلى أن البنتاغون يراقب التطورات في سوريا عن كثب ولن يكون بوسعه اتخاذ الخطوات القادمة دون طرح كافة الخيارات ودراستها بتروّ. وتابعا أن المراجعة تقوم على النظر في جميع الخيارات بدءا من الإغاثة الإنسانية إلى دعم مجموعات المعارضة اضافة الى توجيه ضربات عسكرية. بدورها, قالت سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة سوزان رايس إنه قبل الحديث عن الخيارات العسكرية لا بد من استنفاد كافة السبل السياسية والديبلوماسية والاقتصادية المتاحة على حد زعمها. وادعت أن أيام الأسد في السلطة باتت معدودة مشيرة إلى أن صبر واشنطن حيال النظام السوري أخذ بالنفاد واضافت أن الساعة حانت لنقل السلطة بمسؤولية وبطرق سلمية زاعمة أن سبب بقاء النظام السوري واقفا على قدميه هو استمرار الدعم الذي يلقاه من روسيا والصين ولبنان والعراق وإيران. وكان السيناتور الأمريكي في صفوف الحزب الجمهوري جون ماكين قد أطلق الليلة قبل الماضية دعوة واضحة ورسمية الى تسليح المعارضة السورية إلا أن البيت الأبيض عقّب على هذه الدعوة قائلا إن الإدارة الأمريكية لا تدرس حاليا تسليح قوات المعارضة السورية بل تبحث عن «تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري» على حد زعم الإدارة الأمريكية. الروس يحذرون في هذه الاثناء , دقت أطراف روسية ناقوس الخطر من إمكانية اعتماد الغرب بأدواته في المنطقة العربية الحل العسكري ضد سوريا. وقال الفريق الأول المتقاعد الروسي ليونيد إيفاشوف رئيس أكاديمية القضايا الجيو سياسية إنه من الممكن أن يكون استدعاء سفراء بلدان الخليج العربي وعدد من الدول الأوروبية من دمشق نذيرا لتهيئة الأجواء لعملية عسكرية خارجية ضد دمشق. ووصّف الخبير العسكري الروسي الحل العسكري الغربي حيال سوريا بأنه لن يكون عدوانا غربيا مباشرا حيث أن الغرب سينفذ الهجوم بواسطة بلدان الخليج. وأوضح أن الغرب س«يرغم» قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا على القيام بذلك وستكتفي واشنطن وحلفاؤها بالطيران العسكري وتسليح المعارضة. وأكّد أن استفزازات سياسية وديبلوماسية ستسبق العملية العسكرية وستلفق على الفور أكاذيب لدمشق بارتكابها مجازر في حمص أو في أية محافظات أخرى وذلك لتسويغ التدخل العسكري.