لمنطقة «بلّي» من معتمدية بوعرقوب تاريخ عريق وضارب في القدم وموقع استراتيجي هامّ نظرا لتمركزها على الطريق الرئيسي الذي يسلكه كلّ قادم من تونس أو سوسة عبر الطريق السيارة في اتجاه مدينة نابل. لكن رغم ذلك تعاني على امتداد سنوات طويلة من مشكل التوسّع العمراني، الذي اتخذ في الآونة الأخيرة طابعا عشوائيّا بدأ يظهر جليّا للعيان وهو ما يفسّر عدم ايلاء هذا الموضوع ما يستحقّه من أهميّة. وأفادنا المواطن عصام الدّين سعيّد أن منطقة «بلّي» تضمّ تجمّعات سكّانية هامّة نظرا لتزايد عدد السكّان بالقرية على امتداد عقود طويلة ممّا تسبب في تراكم عديد العائلات في منزل واحد أو دفع بالعديد منهم الى الزحف على أراضيهم الفلاحية لبناء مساكن ممّا أضرّ بصبغتها الفلاحية.
وقد اضطرّ البعض الاخر لترك هذه القرية والاستقرار بالمدن المجاورة مثل قرمباليةوبوعرقوبونابل وأضاف عصام ان ما عمّق هذه المشكلة هو استغلال قطعة الأرض التي كانت مهيأة كمقاسم بناء للمتساكنين لبناء ثكنة للحرس الوطني، وهذه الثكنة تطلّبت مساحة شاسعة أقتطعت من أحلام المتساكنين بالفوز بمقسم لبناء منزل.
وطالب محدثنا السلط الجهوية بضرورة اعطاء هذا الموضوع أهميته وذلك بمراجعة مثال التهيئة العمرانية للتوصّل الى الحلّ الأمثل والمتمثل في تقسيم ما تبقّى من قطعة الارض المعنية الى مقاسم بناء وتوزيعها على مستحقيها من شباب الجهة.
وقد تساءل هذا المواطن عن أهمية بناء ثكنة للحرس الوطني أمام أهميّة توفير مقاسم للمتساكنين البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوّة والذين ملّوا الوعود الزائفة والأوهام الكاذبة.