إثر اللقاء الصحفي الذي قام به رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي للقناتين الوطنيتين الأولى والثانية حاولت «الشروق» معرفة ردود افعال المواطن العادي و فعاليات المجتمع المدني من خلال التحقيق التالي، فكانت جلّ المواقف تطالب بتوفير التنمية والأمن والتشغيل. يقول أحمد رضا حمدي كاتب عام جمعية (أمل) بالكاف: بالنسبة الى خطاب رئيس الحكومة يوم الأربعاء الماضي هو خطاب وجه رسالة مطمئنة حسب رأيي الى الشعب لان الحكومة اعترفت ببعض أخطائها في بعض المجالات خلال مدة حكمها المنقضية. و المواطن مازال ينتظر تنفيذ البرامج و سرعة أكبر في تطهير المؤسسات العمومية من الفساد. و الضغط على الأسعار.
و أعتقد أن رئيس الحكومة بعث برسالة طمأنة في هذه المجالات فهناك مؤشر حقيقي على التخفيض في الأسعار في المدة الاخيرة و بدأ المواطن يحس بجهد مبذول في هذا الاتجاه أما الجانب الأمني فمازال ينتظر مزيدا من الحزم و مزيدا من تفعيل القانون لأنه الى حد الآن هناك نوع من الانفلات مازال موجودا مما جعل المؤسسة الأمنية تطالب بقانون يحميها حتى تحد من هذا الانفلات. لأنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية في غياب الأمن و حسب رأيي المستقبل مطمئن لأن خطاب رئيس الحكومة قد وضع عقدا اخلاقيا وجهه الى المواطن حتى يفعل الأمن و القانون.
أما توفيق اليحياوي منسق جهوي لحزب العمال الشيوعي التونسي فيقول: في كل مرة يطل علينا رئيس الحكومة بخطاب يزداد الأمر ضبابية. فجملة الانتظارات التي يترقبها الشعب لم يتطرق لها و لم يقنعنا بإجابات واضحة حول العديد من المشاغل اليومية. فهناك عديد الملفات الكبرى المطروحة الآن على الساحة و لكن بكل أسف لم يتطرق اليها و لم يقدم أجوبة واضحة لمعالجتها. مثل الملف السياسي المرتبط أساسا بالحريات و الذي مازال يعاني من تجاوزات كبيرة. فبالكاف هناك انفلات امني كبير فقد وقع الاعتداء على المواطنين أثناء الوقفة الاحتجاجية الأخيرة التي عبر فيها المواطنون عن استيائهم مما رصد للولاية بالميزانية التكميلية 2012 وتمّ رمي القنابل المسيلة للدموع داخل المستشفى الجهوي بالكاف و حتى المعاهد الثانوية لم تسلم من ذلك.
و في المقابل الحكومة و السلط الجهوية لم يحركا ساكنا ازاء هذه التجاوزات.أما على المستوى الاجتماعي فهناك احتقان كبير على خلفية ما رصد للجهة من مشاريع و أكبر دليل على ذلك الاضراب الذي سيقع يوم 4 جوان الجاري. و حتى ال227 مشروعا التي تنقل من أجلها الوزراء الى الكاف لعرضها على المواطنين فانها لم تقنعهم لأننا عندما نجد برمجة سور مدرسة و توسيع حديقة مدرسة أخرى فهذا يعتبر ضحكا على الذقون و أهالي الكاف واضحون في هذا المجال فهم لا يريدون عددا كبيرا من مشاريع لا تسمن و لا تغني من جوع و لكن يريدون 4 أو 5 مشاريع ذات طاقة تشغيلية كبيرة و في الختام فإن خطاب رئيس الحكومة لم يقنعنا البتة.
و يعقب السيد ابراهيم قاسمي كاتب عام للاتحاد الجهوي للشغل بالكاف فيقول: بكل صدق تفاجأت من هذا الخطاب لأن رئيس الحكومة عندما يطل في وسائل الاعلام و الشعب بأكمله يترقبه في هذا الظرف الصعب الذي تمر به بلادنا كان من المفروض أن يطمئن المواطن و يقدم له خبايا الأشياء التي يبحث عن أجوبة لها في ظل ضبابية كثر الحديث عنها في وسائل الاعلام دون ان يقتنع بها المواطن. ولكنه لم يقدم أجوبة لذلك تقنعه. و أنا كمواطن رأيت رئيس الحكومة منفعلا و رمى بالمسؤولية في تأزم الوضع على القضاة و رجال التعليم. و هنا أقول له ان عدد المعلمين يصل الى 70 ألفا و كلهم وطنييون و ليس من حق أي كان أن يشكك في وطنيتهم. كما أنهم يساهمون في ارساء أسس النظام الجمهوري ببلادنا.
و الملفت للانتباه أن رئيس الحكومة بسط طلبات المعلمين في ميدعة و طباشير عندما طالبوا بمنحة العودة المدرسية. و هنا نقول له ان المنحة المدرسية يستعملها المعلم في شراء الوسائل التعليمية و الحواسيب التي لا توفرها احيانا المدرسة كما يدفع من جيبه و من قوت اولاده لشراء الوسائل البيداغوجية و المعينات التعليمية حتى يوفر لحصة الدرس الوسائل البيداغوجية لإيصال المعلومة. فمن المعيب على رئيس حكومة ان يحقر هذا الجهد و يحصره في ميدعة و طباشير و هذا يعطي اشارة خاطئة للمواطن عن دور المعلم و معاناته و أظن أن السيد رئيس الحكومة غير مطلع على هذه المعاناة.... فالخطاب لم يطمئني بل زاد في مخاوفي باعتبار أن الحكومة في جهة و القطاعات الأخرى من الشغالين في جهة أخرى. أما النقطة الايجابية الوحيدة التي عبر عنها رئيس الحكومة هي الاعتراف بحق الاتحاد في تحسين الأجور. و ليعلم أن الاتحاد العام التونسي للشغل شريك فاعل في رسم سياسة الحكومة في جميع المجالات سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا. و كم تمنيت ان ننام بعد هذا الخطاب في طمأنينة لكن مع الأسف حيرتنا قد زادت على مستقبل البلاد.
كما حاولنا معرفة بعض آراء المواطنين في الشارع و خاصة الشباب منهم ولكنهم رفضوا الادلاء بأي تصريح مجمعين كلهم على القول قد سئمنا من هذه الخطابات و الوعود التي لم يتحقق منها شيء. فنحن بحاجة الى رؤية مشاريع مجسدة على أرض الواقع و على أمن مستتب و على حياد ادارة أما هذه الخطابات فهي تذكرنا بما كانت تسوق له خطابات بن علي.