بعد مرور 100 يوم على تولي حكومة السيد حمادي الجبالي مقاليد السلطة بالبلاد، تباينت آراء المواطنين حول أدائها بين راض وبين من يعتبره أداء هزيلا.. «الشروق» التقت عديد المواطنين لتعرف آراءهم حول هذه المسألة. وفي هذا الاطار يقول سمير الجبابلي (أستاذ علم نفس بالمعهد العالي للتربية البدنية بالكاف) «كي يكون تقييمي موضوعيا، لابد من الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة، والتي هي مرحلة انتقالية وصعبة , والقدرة على تجاوز هذه الصعوبات صعب أيضا.
ولن يستطيع أي حزب أو مجموعة أحزاب التغلب عليها, لذا فالحكومة الحالية بمكوناتها الحالية وأي حكومة أخرى مثلها بنفس المكونات غير قادرة على التغلب على مشاكل البلاد الحالية . والحل يكمن في تكوين حكومة ائتلاف وطني، ودون الحديث عن أغلبية وأقلية، حتى نحاول التغلب على طبيعة المرحلة , وكي يتحمل الكل مسؤولياتهم ازاء هذا الوطن في الاختيارات المستقبلية، والتغلب على الصعوبات الحالية. لان طبيعة المرحلة الحالية صعبة والوضع الاقتصادي العالمي أصعب».
أما عبد القادر بنعلي (فلاح) فيقول «أداء الحكومة قريب من المتوسط. فهناك بعض الانجازات قد وقعت. والدليل على ذلك أن البعض من المستثمرين يريدون الاستثمار ببلادنا، وهذا جيد. ولكن الظروف الأمنية رغم تحسنها نسبيا إلا أن الانفلات الأمني مازال موجودا وهذا سؤال محير لأنه لا استثمار بدون أمن، فالشرطة تطالب بمن يحميها والمواطن يطالب بمن يحميه، وهنا بقيت الحلقة المفقودة. ورغم هذا فأنا متفائل بالمستقبل. فعندما شاهدت في وسائل الاعلام أن هناك باخرة رست بإحدى الموانئ التونسية وبها 800 سائح هذا يجعلني متفائلا.
من جهته يضيف محمد علي العباسي «بعد 100 يوم من أداء هذه الحكومة، لم نر شيئا. بل أن الوضع تأزم أكثر مقارنة بما كان عليه قبل الثورة غياب كلي للأمن، مما جعل المواطن لا يحس بالأمان لا ببيته ولا خارجه، اضافة إلى غلاء المعيشة، والوعود بمشاريع تنموية لم نر منها شيئا. أما المستقبل أمامي فهو ضبابي، خاصة عندما يتحدث أعضاء هذه الحكومة عن صعوبات المرحلة دون تقديم الحلول لتجاوزها .
شمس الدين عيساوي (تلميذ) يقول «الحكومة لم تفعل شيئا, انفلات أمني بالمعهد الذي ادرس به شرب الخمر وتدخين «الزطلة» من طرف التلاميذ داخل المعهد. إضافة إلى غياب الاحترام بين التلاميذ والأستاذة، وظاهرة طرد المسؤولين . زيادة على النواقص بالمعهد .
سمير حسنات (صاحب شهادة عليا في علوم الحياة والأرض متخرج منذ 2004 وعاطل عن العمل) يؤكد ان الحكومة بصدد تسيير الدولة بدون برنامج واضح، اضافة إلى أنهم لم يحققوا أي انجاز فعلي على أرض الواقع. مما ولد كثرة الاعتصامات والاحتجاجات وأفقد هذه الحكومة مصداقية وعودها أثناء الحملة الانتخابية، واكبر دليل على ذلك ما نعانيه نحن أصحاب الشهائد العليا الذين وعدونا بالتشغيل ولكن لم يتحقق شيء من ذلك .
عادل كوكي ( أستاذ تاريخ وجغرافيا ) يقول «هذه الحكومة أثبتت بعد 100 يوم فشلها، خاصة في الجانب الأمني وأكبر دليل على ذلك عدم قدرتها على القبض على من انزل العلم بكلية منوبة أومن قتل الداعية بتونس العاصمة. كما أنها فشلت في الجانب التنموي فلم تظهر أي بوادر تنمية خاصة بجهة الكاف. والأغرب من كل هذا يقومون في هذا الظرف ونحن على أبواب التصويت على الميزانية التكميلية بإبدال الولاة بعدما ألموا بمشاغل ولاياتهم ونواقصها في التنمية واطلعوا على ملفات الجهة في التنمية، وهنا نقطة استفهام كبرى؟.. ونتمنى أن يتحسن أداؤها في الأشهر القادمة».