يحكى أنه كان بالقاهرة رجل صاحب مال كثير أضاعه كلّه بسبب تبذيره عدا بيت والده الذي ورثه عنه، فأجبر على العمل لكسب قوته ولكنه أرهق كثيرا فاضطر للنوم تحت شجرة تين فرأى في المنام رجلا يخرج من فمه قطعة من الذهب ويقول له : «ثروتك في فارس بأصفهان فاذهب وأبحث عنها» فاضطر الرجل إلى السفر وواجه المشاق والمتاهات والأهوال فوصل مرهقا ونام تحت سور المسجد الذي كان يقع بجانب بيت سطا عليه اللصوص في تلك الليلة وبعد أن استيقظ الناس واسيتغاثوا جاء الضابط وجنوده فرّ اللصوص ووقع الرجل القادم من القاهرة في قبضة الشرطة وأشبع ضربا بالهراوات حتى كاد يهلك وعندما سأله الضابط من أنت؟ ومن أين جئت؟ روى له قصته وأعلمه أنه جاء يبحث عن كنز في اصفهان وأن هاتفا أمره بذلك في المنام فضحك الضابط كثيرا وقال له : «كيف تصدق مثل هذه الأشياء أيها الأحمق لقد حلمت أنا ثلاث مرات بدار في مدينة القاهرة في قاعها حديقة وفي الحديقة ساعة شمسية وتينة تحتها عين وتحت العين كنز ولكني لم أصدق» وأعطاه الضابط بعض المال وصرفه ولما عاد إلى داره بالقاهرة التي بها حديقة وساعة وتينة وعين عثر على كنزه فضحك من غبائه كثيرا.
تذكرت هذه القصة الطريفة وأنا أتابع ما يحدث في كرة القدم التونسية وخاصة لبعض الفرق الكبرى مثل الافريقي والترجي وكيف فرط الأول في ماهر عامر (أحد هدافي البطولة) ونور حضرية (نجم البطولة) وغيرهما كثير وكيف فرّط الترجي في حمدي الحرباوي ودفع الأموال الطائلة لجلب الأجانب وتذكرت خاصة كيف يبحث الافريقي منذ سنوات عديدة عن الحارس الكنز فجرّب سامي النفزي وأيمن بن أيوب في حين يوجد كنز بالحديقة «أ» وهو عاطف دخيل الذي لم يكلف الافريقي نفسه حتى نفض الغبار عليه.
تذكرت أيضا وأنا أتابع هذه الأيام عاطف دخيل قصة الحارس الأسطورة ليف ياشين الذي يعد أفضل حارس في تاريخ اللعبة وهو الحارس الوحيد الذي تحصل على الكرة الذهبية وهو الذي خلق مدرسة خاصة به (مدرسة توجيه الزملاء وتنظيف منطقة الجزاء والبراعة في بناء الهجمة من الخلف).
تذكرت كل هذا ولم أنس كيف كانت بدايته سنة 1950 عندما عجز في لقائه الأول مع دينامو موسكو عن صدّ كرة من الحارس المنافس وهو القادم من رياضة وشغل اذ كان حارس فريق مصنع وتذكرت كيف أن فريقه حماه فأصبح بعد سنوات قليلة أفضل حارس في العالم بل أصبح أسطورة تجوب الملاعب فخاض 812 مقابلة وحافظ على نظافة شباكه في 480 لقاء.
ماذا لو كان ياشين تونسيا وارتكب تلك الهفوة البدائية في لقائه الأول...الاجابة نعرفها جميعا وعاشها أغلب الحراس الشبان في تونس. إنه كبش الفداء الجاهز دائما للذبح.
نتمنى أن يحفظ الافريقي هذا الدرس لأن الدخيلي كنز مدفون بالحديقة «أ» ولا داعي للبحث عن حراس آخرين. العنوان الالكتروني للتواصل [email protected]