أصدرت محكمة جنايات القاهرة أمس حكما بالسجن المؤبد على الرئيس السابق حسني مبارك ووزيره للداخلية حبيب العادلي وبالبراءة لنجلي مبارك وكبار قادة الداخلية وهو ما أثار غضبا واسعا في الشارع السياسي المصري حيث تساءلت حركة الاخوان عمن قتل الشهداء ما دام قادة الشرطة أبرياء.؟ بدأ شريط محاكمة مبارك في حلقته الأخيرة أمس بشكل كلاسيكي حيث اضطر الاعلاميون لانتظار هبوط طائرة الرئيس السابق في اطار حفل احتكر التلفزيون المصري اخراجه وتسويقه.
انطلقت أحداث الحلقة الأخيرة باعلان محكمة جنايات القاهرة عن احكامها في ما يصفه بعض المصريين بمحاكمة القرن.
إدانة.. فبراءة
واعلنت المحكمة أحكاما غريبة على حد قول قسم من الحاضرين في القاعة حيث ردد هؤلاء «باطل، باطل» بمجرد الاعلان عن الحكم بالمؤبد على مبارك ووزيره للداخلية وبراءة كبار قادة وزارة الداخلية...
ودعا عدد من الحاضرين في قاعة المحكمة الى تطهير القضاء ووصل الأمر الى حد حدوث صدامات داخل القاعة بينما كانت عائلات الشهداء والجرحى تصب جام غضبها في الخارج على رجال الشرطة حول المحكمة.
وقال رئيس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية حسام بهجت لوكالة فرانس براس ان الحكم بشكله الغريب يمكن نقضه بسهولة. وأضاف بهجت ان «محكمة النقض (الاستئناف) ستقرر 100 بالمائة اعادة المحاكمة» مشيرا الى أن المحكمة أدانت مبارك والعادلي على ما يبدو لأنهما لم يمنعا القتل الا أنها لم تجد دليلا على ان رجال شرطة قتلوا المتظاهرين!»
وقال المحامي ياسر بحر وهو أحد أعضاء هيئة الدفاع عن مبارك لوكالة فرانس براس... هذا الحكم به عوار قانوني في كل ناحية وسنطعن عليه ومليون في المائة ستقرر محكمة النقض اعادة المحاكمة.
مسلسل مصري
والظاهر ان مسلسل محاكمة مبارك المتواصل منذ عشرة شهور سيشهد جزءا ثانيا لكن بتقاطعات «خطيرة» بين القضائي والسياسي. وبالفعل وفي رده الأولي على الحكم الصادر رأى محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ووكيل مؤسسي حزب الدستور المصري أن مسلسل اجهاض الثورة مستمر بمشاركة القوى السياسية.
وقال ممدوح اسماعيل عضو مجلس الشعب المصري عن حزب الأصالة إن الحكم سياسي ويمهد لحكم في الاستئناف ببراءة مبارك والعادلي وهو حكم سياسي معتبرا ان براءة الشرطة وعلى رأسها حسن عبد الرحمان مدير مباحث امن الدولة هو قمة الظلم.
وطلب اسماعيل من محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة للانتخابات الرئاسية بالانسحاب مما أسماه مسرحية النزاهة قائلا ان العسكري يمهد لفوز الفريق أحمد شفيق المطعون عليه اصلا في قانون العزل.
ووصف المتحدث باسم الاخوان المسلمين محمود غزلان الحكم بالمهزلة مشيرا الى أن الرد الحقيقي جاء من قاعة المحكمة وردده الموجودون حين طالبوا بتطهير القضاء. ودعا غزلان المواطنين المصريين الى النزول الى الشارع لدفع النيابة الى الطعن في الحكم وإعادة محاكمة المخلوع.
وقال بيان لجماعة الاخوان المسلمين في وقت لاحق أمس ان الاحكام الصادرة ضد مبارك ومعاونيه صادمة داعيا القوى السياسية الوطنية لاجتماع عاجل للاتفاق على ما يجب اتخاذه تجاه هذا الحدث الذي وصفه بالخطير.
وأضاف البيان: جاء الحكم في قضية قتل المتظاهرين صادما لأهالي الشهداء والشعب المصري كله وعاد ليطرح من جديد السؤال من قتل الشهداء ما دام قادة الشرطة أبرياء.؟؟
وتابع: «إن الاحكام المتوالية ببراءة ضباط الشرطة والمتهمين بقتل الشهداء انما تحمل رسالة لهم ولغيرهم ان يستمروا في العدوان على المواطنين الى حد القتل وهم في حماية النظام آمنون».