تنطلق غدا الاربعاء 6 جوان امتحانات الباكالوريا في دورتها الرئيسية من سنة 2012... هي الباكالوريا الثانية بعد الثورة والتي تدور وسط هواجس أمنية واستنفار في العائلات التونسية من أجل نجاح فلذات الأكباد... واستعدادات حثيثة من وزارات التربية والداخلية والدفاع الوطني. «الشروق» اتصلت بمصادر من وزارة التربية وبالسيد عبد الحفيظ العبيدي المدير العام للامتحانات لمتابعة آخر الاستعدادات لامتحانات الباكالوريا. وأكد السيد عبد الحفيظ العبيدي، أنّ مسؤولي وأعوان وزارة التربية والوزارات المعنية قد قاموا بواجبهم وأنهوا الاستعدادات لاجتياز الباكالوريا من حيث إعداد المواضيع وعدم السماح بتسريب الامتحانات والقيام بتعيين الامتحانات.
طائرات عسكرية وأمن
تسلم الجيش الوطني عشية الأمس مواضيع الامتحانات المغلقة والمعبّأة قصد القيام بعملية ايصال مواضيع الامتحانات إلى مراكزها وتم استخدام الطائرات العسكرية في نقل المواضيع نحو جهات الجنوب والوسط وفي اتجاه مطارات المنستير وقابس وصفاقس وتوزر ومنها وعبر الشاحنات العسكرية الى بقية نقاط ومراكز الامتحانات في الجنوب... فيما يتم استخدام الشاحنات العسكرية لنقل مواضيع الامتحانات في باقي الجهات، أي في تونس الكبرى والشمال والوسط. وتتضافر مجهودات الجيش الوطني مع الأمن التونسي لتأمين عمليات النقل والتنقل.
لجان وحماية
اضافة الى تكفل وزارتي الدفاع الوطني ووزارة الداخلية باعداد خطة متكاملة لانجاح الباكالوريا وحماية مختلف مراكز الامتحانات ومختلف العمليات المرتبطة بنقل المواضيع والتحارير في مختلف المندوبيات الجهوية، تمّ تكليف المندوبين الجهويين للتربية ومديري المعاهد والمدارس الاعدادية والمدارس الابتدائية التي ستحتضن مراكز الاختبارات الكتابية بكامل تراب الجمهورية ببعث لجان لحماية مراكز الامتحانات متكوّنة من مدرّسين وأعوان وأولياء. وهي لجان لقيت استحسان الجميع ونجاحا في السنة الماضية اضافة الى اعطاء التلاميذ شعورا بالأمان.
وأكد السيد عبد الحفيظ العبيدي على تشريك المجتمع المدني في انجاح الامتحانات ومساعدة الأمن والجيش. وقال إنّ هناك تفاعلا كبيرا من الأولياء يضاهي أو يفوق تفاعلهم خلال موسم امتحانات باكالوريا 2011. فالتونسي له نقطة «حسّاسة» هي نجاح الأبناء والتلاميذ واحاطتهم في العملية التربوية ولاسيما خلال الامتحانات الوطنية.
حالات خاصة
يصل عدد التلاميذ الذين يجتازون الباكالوريا ضمن الحالات الفردية 9 تلاميذ. ويجتاز تلميذان الامتحانات في المستشفى، فيما هناك سبع تلاميذ سيجرون الامتحانات في السجون. ويتمّ إجراء الامتحانات الفردية بصورة عادية وتصل المواضيع إلى التلاميذ في وقتها ويقوم مراقبان بمراقبة إجراء الامتحان.
أما فيما يتعلق بعملية الاصلاح فتتم بطريقة عادية مع بقية المترشحين، حيث تُنقل أوراق الامتحانات الى مراكز الاختبارات الكتابية الاخرى وتلحق ببقية مواضيع امتحانات بقية التلاميذ ويتم نقلها مجتمعة نحو مراكز الاصلاح وبالتالي ليست هناك معالجة خاصة لهذه المواضيع عند اسناد الأعداد.
وأكد السيد عبد الحفيظ العبيدي أن هناك العدد الكافي من الأساتذة للمراقبة في كل قاعة وفي صورة اصابة أحد الأساتذة بتوعك صحي أو غياب فجئي يقوم مراقب آخر بتعويضه.
تكنولوجيا الغش والمراقبة
أكد المدير العام للامتحانات السيد عبد الحفيظ العبيدي على ضرورة أن يعوّل التلاميذ على مجهودهم الخاص والابتعاد عن عمليات الغش لما في ذلك من نتائج سلبية. وقد تصل عقوبة الممتحن الى 5 سنوات من المنع من اجتياز الباكالوريا.
وأكد على ضرورة تخصيص فضاء لوضع أجهزة الهواتف الجوّالة والأدوات بمراكز الامتحانات كما ستكون عملية المراقبة جادة. وقد تمت خلال سنة 2011 حوالي 500 عملية غش وسوء سلوك مع المراقبين، اضافة الى تعبير وكلام خارج عن الموضوع في أوراق الامتحانات. وأضاف محدّثنا أن لوزارة التربية أجهزة لاقطة لمعرفة امكانية امتلاك أجهزة الكترونية وهواتف جوالة للمساعدة في عمليات الغش.
نقاب واحتياطات
تمّ اصدار مذكرة من طرف السيد وزير التربية وقع توجيهها للمندوبين في شكل توصيات وتحتوي هذه المذكرة على نقطة تشير الى ضرورة كشف الوجه خلال اجراء الامتحانات تجنبا لكل التباس وتفاديا للاتهامات بالغش وسوء السلوك.
عموما يؤكد مدير الامتحانات ان كل الوزارات المعنية من نقل وداخلية ودفاع وتربية وغيرها من الوزارات اضافة الى الأولياء والمجتمع المدني مستعدّون لانجاح ثاني دورات الباكالوريا بعد الثورة.