أثار الفيديو الذي بثته إحدى القنوات التلفزية المصرية والمتضمن لمشاهد «ذبح» شاب من قبل احد المتشددين حالة ذعر وفزع لدى كل من شاهده... الفزع اشتدّ عندما أعلن صاحب البرنامج التلفزي أن مشهد الذبح يتعلق بتونسيين يمارسون مثل هذا العمل المرعب.. «الفيديو» انتشر بشكل كبير في حسابات «الفايس بوك» ورغم الردّ المتأخر لوزارة الخارجية التونسية وتكذيبها بأن مشاهد «الذبح» لا تتعلق بتونس وبتونسيين الا ان صاحب البرنامج التلفزي «نجح» في تشويه صورة تونس وصورة التونسيين الذين صورهم كمتشددين أقصى التشدد وكإرهابيين..
المطلوب الآن ليس إصدار بيان بل كان على مصالح السفارة التونسية في مصر التدخل الفوري وفي حينه وعند بث هذا «الفيديو» لتكذيب ونشر الحقيقة وانقاذ صورة تونس.
لماذا اكتفت مصالحنا الديبلوماسية في القاهرة بمشاهدة شريط «الفيديو»؟ هل كان على السفير انتظار الإذن من وزارة الخارجية للتدخل؟
للأسف الكثير من المواقع الافتراضية والكثير من حسابات «الفايس بوك» صارت مختصة الآن في نشر صورة قاتمة ومظلمة عن تونس... حتى أنك تحسب أنه لا يعيش في تونس الا ما يعرف «بالسلفيين» المرتدين للباس الافغاني المميّز والملتحين... الكثير من المواقع وحسابات «الفايس بوك» صارت تختزل مشاكل تونس الآن في منع بيع الخمر وقد تكون وراء هذه المواقع والحسابات نيّة مبيّتة القصد منها الإساءة لتونس ولشعبها..
أعتقد ان هناك مظاهر وهناك تصرفات ما كان لها ان تتمادى لو قامت السلطة الحاكمة بتطبيق القانون... فتطبيق القانون لا يعني القمع.. في كل الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها تطبق القانون لأن نار الفوضى اذا تواصلت أول من يكتوي بنارها هي السلطة الحاكمة، مشاهد «الفيديو» التي عرضتها إحدى القنوات المصرية ونسبتها لتونسيين كانت حقا مرعبة الى حد كبير ولكن الردّ لم يكن في مستوى ذلك الرعب..