شهدت مدينة الحمامات ليلة السبت الماضي احتفالات شعبية تاريخية واستثنائية لم تعرفها من قبل بعد النجاح الباهر الذي حققه جيل جديد من المسيرين واللاعبين والإطار الفني الذين آمنوا بقيمة العمل والمثابرة ليحولوا حلم التتويج بأول لقب في رياضة كرة اليد إلى حقيقة إثر 41 موسما ضمن النخبة الوطنية وليؤسسوا لبداية مرحلة تاريخية جديدة ضمن اعرق الجمعيات المتوجة في كرة اليد التونسية .
تزينت مدينة الحمامات كأفضل مايكون وعلى غير عادتها قبل المباراة بالأعلام العملاقة وكأن الجميع على يقين من تحقيق الحلم الذي راود أجيال عديدة من عشاق هذه الرياضة الشعبية الأولى بالجهة خاصة بعد الإطاحة في الدور نصف النهائي بأحد عمالقة هذه اللعبة النادي الإفريقي خارج القواعد. وهذا ما تحقق بالفعل عن جدارة واستحقاق بعد 60 دقيقة من العطاء الغزير والرغبة الملحة في التتويج لتخرج مباشرة اثر المباراة جموع غفيرة من الجماهير العاشقة لرياضة كرة اليد حتى النخاع للتعبير عن فرحتها وابتهاجها بهذا الإنجاز الأول من نوعه بعد طول انتظار.
ابرز شوارع المدينة وساحاتها تحوّلت إلى ركح فسيح قدمت فيه احلى سمفونيات التتويج والنجاح وانتظر الجميع بكل صبر وشغف قدوم أبطال هذه الملحمة التي ستخلدها الذاكرة الرياضية المحلية بالحمامات بأحرف من ذهب...تعالت الهتافات والصيحات ورددت أحلى الأغاني والموشحات المهللة لهذا الإنجاز الفريد...ومع اقتراب موعد قدوم حافلة اللاعبين رويدا رويدا تعطلت حركة الجولان بالكامل وسط المدينة هناك قريبا من شاطئ البحر ومن البرج الأثري الشامخ أطلقت الألعاب النارية و الشماريخ وسط حضور متميز. ..لترسم لوحة مثيرة لن يقدر على رسمها وإخراجها أمهر الرسامين والمخرجين..بل وهبها القدر لأبناء الخليج الساحر في ليلة خير من ألف ليلة وليلة...بعيدة عن كل الألوان الحزينة و الخيبات..لتتواصل الإحتفالات بعد ان حطت قافلة الفرسان لتبادل التهاني و القبلات إلى جانب التقاط الصور التذكارية مع اللاعبين وكافة الأسرة الرياضية الحمامية بحضور رمز «كأس تونس التاريخية».