بعد بعث اللجان المحلية للتنمية بمعتمدية سيدي بوعلي وذلك بعد قرار وزير الداخلية في هذا الشأن تم تشكيل اللجان المطلوبة وكان عددها 6 اثنتان منها غير قارتين حيث سيكون نشاطهما لفترة لن تتجاوز 9 اشهر. وبمجرد تشكيل هذه اللجان بمتابعة من معتمد المنطقة وتنظيم كل الاداريات المطلوبة انطلق عمل هذه اللجان على الميدان عبر زيارة ارياف المعتمدية وذلك بكثير من الحماس والرغبة في النهوض بالمنطقة والتي كغيرها عانت في العهد السابق من الحرمان والاهمال. وكم كانت الصدمة كبيرة لأعضاء هذه اللجان الذين واجهوا من الوهلة الاولى واقعا مرا يعيشه سكان منطقة الخروبة التي لا تبعد سوى كيلومترين عن وسط مدينة سيدي بوعلي ومع ذلك فهؤلاء في عزلة تامة جراء حالة الطريق المؤدية لمنازلهم والبالغ عددهم حوالي 50 جراء الحفر والاخاديد والحجارة التي تكسوا هذه الطريق وحتى الدواب لا تستطيع المشي عليها. هذا اضافة الى وجود معاناة ثانية صحية لسكان هذه المنطقة مصدرها وادي السد المجاور لهم نتيجة مياهه العفنة جدا مما حول حياتهم الى صراع دائم مع الناموس والبعوض.
اما الحالة الثانية التي وقف عليها وفد اللجان المحلية فهي وضعية الضيعة الفلاحية بمنزل المحطة في المعتمدية والتي باتت خرابا بعد ان كانت مورد رزق هام لأبناء المنطقة حيث كانت تشغل 300 عامل قار و600 موسميين لكن اليوم هيهات وكل ما بقي بمسرحها حطام لجرارات والات حصاد ووسائل فلاحية ونقل متناثرة هنا وهناك غير صالحة للاستعمال...وحسب مواطني المنطقة فان ما حصل بهذه الضيعة كان بفعل فاعل الغاية منه افلاسها حتى يتم التفويت فيها لاحدى قريبات الرئيس المخلوع بأبخس الاثمان لكن الثورة حطمت احلام هؤلاء...الحالة الثالثة التي وقف عليها اعضاء اللجان المحلية للتنمية وواضح انها لن تكون الاخيرة في سيدى بوعلي هي الواقع الذي تعيشه بحيرة تربية الاسماك بالمعتمدية والتي فقدت الغاية التي احدثت لأجلها اليوم بعد ان باتت تمثل خطرا بيئيا وصحيا على المواطنين ناهيك انه في الصائفة الماضية اصيب 70 مصطافا بمغص ومرض جلدي أثبتت الكشوفات والتحاليل الطبية انها السبب في ذلك. وعلاوة على هذا فإنها أفسدت الكثير من الأراضي الفلاحية الخصبة بالمعتمدية وحتى احوازها مثل شط مريم اضافة الى شط حلق المنجل بالمنطقة ونتيجة لذلك ربما لن يكون هناك اصطياف ولاهم يحزنون لسكان سيدى بوعلي بحكم الحالة المذكورة والتي سردناها باختصار.
يبقى ان نشير في الاخير ان العمل الذي تم القيام به من كشوفات وتجاوزات بيئية وقانونية خطيرة من طرف اللجان المحلية بسيدي بوعلي هو مبدئي في انتظار الحلول لكن كعمل لم يكن بالشيء الهين وهنا وجب التنويه بالحماس والروح الوطنية التي ابداها ابناء سيدي بوعلي من خلال هذا خدمة لمنطقتهم. كما وجب الاشارة الى ان هذا العمل تم بمساعدة ومساندة من جمعية الحكامة والمواطنة بسوسة والتي تفضل اعضاؤها بصفة تطوعية بالمساعدة في الموضوع وبكل الوسائل المختلفة في مجالات التنمية والتهيئة والبيئة والقانون بحكم الخبرة والمعرفة التي يمتلكها اعضاؤها وهم اساتذة جامعيون وخبراء في كل الاختصاصات.