أقرّ مجلس الهيئة الوطنية للعدول المنفذين بارتكاب زميلهم محمد علي بوعزيز، الذي قام بمعاينة الرسوم المعروضة في قصر العبدّلية، تجاوزا متعلقا بالسرّ المهني وواجب التحفّظ وبالتالي ارتكابه خطأ مهنيا، فضلا عن استتباعات ذلك جزائيا. مجلس هيئة العدول المنفذين اعتبر أن واجب التحفّظ واحترام السرّ المهني والالتزام بالحياد لا تسمح للعدل المنفذ بتقديم استنتاجات بشأنها أو إبداء رأيه فيها، كما اعتبر مجلس الهيئة أن تصريحات زميلهم محمد علي بوعزيز «لا تندرج في إطار الممارسة التي تقتضيها المهنية» وبالتالي، فلقد أقرّ مجلس هيئة العدول المنفذين بأن زميلهم الذي عرف مؤخرا بالمعاينة التي أجراها على الرسوم المعروضة بقصر العبدلّية قد ارتكب خطأ مهنيا.
وحسب الأستاذ فوزي بن مراد المحامي، فإن العدل المنفذ وحسب قانون مهنته يجري معاينات سواء بطلب من المحكمة أو بسبب وجود نزاع قضائي أو بطلب من أحد المتنازعين، وهو ملزم بمعاينة ماديات تمثل أساسا إشكالا قضائيا جزائيا أو مدنيا، مثل سقوط جدران أو ضرر بمنزل.. وتكون أساسا لتتبع قضائي، وقال إنه لا يمكن له معاينة رسوم فنية والحكم عليها، هذا فضلا عن أنه أتمّ عملية المعاينة ثم نشرها للعموم ووزعها في العديد من الفضاءات العمومية، وعليه يكون قد خرق واجب التحفّظ والسرّ المهني وارتكب خطأ مهنيا فادحا موجبا للتتبّع والتأديب. وقال الأستاذ بن مراد إنه يمكن لوكيل الجمهورية أن يأذن بتتبّعه، إذ يمكنه أن يأخذ البيان الذي أصدره مجلس الهيئة ويعدّ تقريرا في الغرض يحيله الى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتونس الذي يحيله بدوره الى الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف وتكون النيابة العمومية ممثلة في المجلس إضافة الى أعضاء الغرفة الجهوية للعدول المنفذين التي يعود لها العدل المنفذ المحال بالنظر.
هذا بالنسبة الى الجانب المهني، أما من الجانب الجزائي، فإن العدل المنفذ محمد علي بوعزيز قد ارتكب، من خلال ما قام به، التحريض على التقاتل بين السكان على أساس ديني ونشر التباغض والإخلال بالنظام العام، وهي تهم عقابها السجن.
يُشار الى أن العدل المنفذ محمد علي بوعزيز، الذي عاين الرسوم المعروضة بقصر العبدلية، اعترف في تصريح تلفزي بأنه رأى فيها مساسا بالمقدسات وقال إنه توجّه الى بعض المساجد ليبلغ عن الاساءة.
وقد نتج عن ذلك تحرّكات أفضت الى عمليات حرق ونهب للعديد من الممتلكات العامة والخاصة، كما أفضت الي مهاجمة مقر المحكمة الابتدائية تونس «2» ونهب محتوياتها وحرقها.
وكان العدل المنفذ بوعزيز قد صرّح على موجات إذاعة «شمس أف أم» بأنه كان تجمّعيا وخرج من التجمّع.