قرر نجم المنتخب التونسي لكرة اليد وقائده هيكل مقنم ان يضع حدا لمشواره مع المنتخب بعد الألعاب الاولمبية ويأتي هذا القرار بعد مسيرة حافلة بالتتويجات ورحلة دامت أكثر من 15 سنة من العطاء على ميادين كرة اليد. «الشروق» حاورت مقنم فكان الحديث الآتي: هيكل، كيف كان موسمك مع فريق سان رافيال الفرنسي؟ أعتقد أن النتائج التي حققناها كانت أكبر من المنتظر بكثير فالموسم كان ناجحا جدّا حيث أنهينا البطولة في المرتبة الثالثة ولعبنا نهائي كأس الرابطة وخضنا ربع نهائي كأس أوروبا للأندية.. لماذا فضل هيكل مقنم اللعب في فريق مغمور بعد ان لعبت في فرق كبرى كمونبيليي ونيم وسيليستا؟ عندما قبلت الانضمام الى هذا الفريق آمنت بالمشروع الذي يريد المسؤولين تحقيقه وهو تكوين فريق كبير قادر على منافسة مونبيليي وبالفعل قمنا بانتدابات هامة وحققنا أكثر الأهداف المرسومة كما قلت رغم ان سان رافيال لديه اربعة مواسم فقط في القسم الاول. لعبت كل المقابلات وسجلت اكثر من 100 هدف في البطولة، هل يعني هذا أنك كنت نجم الفريق الأول في سان رافيال؟ لا أقول ذلك لكن عندما انتقلت الى هذا الفريق كنت أبحث عن مكان مميّز في الفريق وهذا ما حققته فقد كنت عنصرا هاما في تركيبة المدرب وكما تعلمون ليس من السهل ان تكون أساسيا عندما تكون منسق فريق من الدرجة الأولى الفرنسية والحمد لله أكدت أنني قادر على النجاح بعد صعوبات في مونبيليي. عقدك انتهى مع سان رافيال هل هناك نية للتجديد معه؟ نعم، فالمسؤولون متمسكون بي وأعطيت موافقتي المبدئية لأجدد لموسم آخر معهم. وما حقيقة العروض القطرية خاصة وهل صحيح انك تحوّلت الى قطر لدراستها؟ صحيح تلقيت عروضا من الجيش القطري وفرق أخرى قطرية وإماراتية وقد التقيت عدة مسؤولين وأطلعت على امكاناتهم ومشاريعهم وهي كبيرة في الحقيقة لكن بنسبة كبيرة سأبقى في فرنسا لأنني أفضّل العقلية الأوروبية وفريقي مستعد لتلبية كل طلباتي وطموحاتي. صرّحت في السابق انك ستعتزل اللعب مع المنتخب بعد الألعاب الاولمبية... هل مازلت على هذا الرأي؟ هذا قرار لا رجعة فيه... وبالنسبة اليّ اللاعب لديه وقت معين وعليه ان يترك المشعل لغيره... هذه سنة الحياة والرياضة. اللاعب القوي هو الذي يعرف قدراته الحقيقية وهل بإمكانه تقديم الاضافة أم لا... وأنا قضيت 12 سنة مع المنتخب وأمامي شهران سأضع فيهما كل تجربتي وكل ما لديّ من طاقة ليكون اعتزالي كأحسن ما يكون. وما هي النتائج التي ترضي هيكل مقنم في الاولمبياد؟ حلمي هو نصف النهائي في الألعاب الاولمبية وبالنسبة الي اذا لم نصل الى الدور ربع النهائي على الأقل ستكون نكسة كبرى للمنتخب ولكرة اليد التونسية. الملاحظ في المنتخب انه بدأ يودّع الجيل الذهبي وأنه في مرحلة انتقالية... ألا تخشى على كرة اليد التونسية من ان تفقد زعامته الافريقية وأن تتراجع برحيل هذا الجيل؟ هذا صحيح ففي تونس ليس هناك العشرات من وسام حمام وعصام تاج وأنور عياد وغيرهم من اللاعبين الذين صنعوا مجد هذا المنتخب الذي عانق العالمية وقد يمر منتخبنا بفترة فراغ ولا يحصل على كأس افريقيا مثلا او يخفق في بطولات عالمية لكن لدينا جيل جديد ممتاز علينا ان نصبر عليه والشيء الايجابي الآن هو سياسة الجامعة باقحامهم تدريجيا في المنتخب ليأخذوا المشعل. هيكل ، كيف يمكن للاعبين لهم الخبرة ان يفيدوا الجيل الجديد من الشبان؟ في اعتقادي نحن أصحاب لخبرة مستعدون لتحمّل النقد عند الخطأ لكن لا يجب ان يبقى هؤلاء مكتوفي الايدي وينتظرون منا المساعدة فعليهم ان يظهروا عزيمة قوية ليفتكوا مكانهم في المنتخب لأن الأماكن في منتخب كرة اليد خاصة لا تهدى. من هم اللاعبون الذين تتكهن لهم بمستقبل كبير في كرة اليد؟ هناك كمال العلويني وأمين بالنور وأسامة ليوغانمي ووائل جلوز وغيرهم لكن تنقصهم الخبرة ويجب ان يصرّوا على النجاح. هيكل ما هو أفضل تتويج حصلت عليه في مسيرتك الرياضية؟ حصلت على عدة ألقاب في مسيرتي الرياضية وأهمها تتويجات بكؤوس افريقيا للأمم مع المنتخب لكن يبقى تشريفي بحمل راية تونس في الألعاب الاولمبية القادمة أكبر لقب حصلت عليه... هو تكريم لأجيال كبيرة صنعت مجد كرة اليد التونسية وهو اعتراف بقيمة هذه الرياضة التي وصلت الى العالمية وشرفت جماهيرنا في كل التظاهرات.