اعلن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين أمس فوز مرشحه محمد مرسي في اول انتخابات رئاسية بعد اسقاط حسني مبارك وأعلن المجلس العسكري اعتزامه تسليم السلطة الى الرئيس الجديد في موفى جوان الجاري. قال حزب الحرية والعدالة على حسابة على تويتر «الدكتور محمد مرسي اول رئيس جمهورية مصري منتخب شعبيا». لكن حملة منافسه احمد شفيق اخر رئيس وزراء في عهد مبارك طعنت في صحة هذا الاعلان. وقال المتحدث باسم الحملة محمد بركة «نرفض كليا» اعلان جماعة الاخوان عن فوز مرسي، مضيفا «اننا نعلن عن اندهاشنا من هذا التصرف الغريب، هذا يمثل اختطافا لنتيجة الانتخابات فكل حساباتنا على الارض تشير الى تفوق الفريق شفيق وحصوله على نسبة تراوح بين 52% و53% لكن لا نستطيع ان نعلن ذلك قبل الاعلان الرسمي» لنتائج الانتخابات.
في دور الرئيس
وأكد عضو في اللجنة الانتخابية تقدم مرسي ولكن الاعلان الرسمي للنتائج ليس منتظرا قبل بعد غد الخميس. وفي كلمة ألقاها امام انصاره بمقر حملته الانتخابية تعهد مرسي بالعمل مع كل المصريين من اجل «الحرية والديمقراطية والتنمية والسلام» بعد ان استقبله مؤيدوه بهتافات «يسقط يسقط حكم العسكر» و«ثوار احرار حنكمل المشوار».
وقال مرسي، وهو مهندس في الستين من عمره يترأس حزب الحرية والعدالة، انه «يتوجه الى اهل مصر جميعا بدون استثناء بالشكر والتقدير والعرفان والمحبة والحرص على ان نكون ان شاء الله يدا واحدة لصنع مستقبل افضل (يقودنا) الى الحرية والديمقراطية والتنمية والسلام». واضاف «نحن المصريون جئنا برسالة سلام الى كل من يحب السلام في هذا العالم».
وتابع موجها بصفة خاصة رسالة طمأنة الى المسيحيين قائلا «الى المصريين في الداخل والخارج، الى الاخوة الكرام في كل ربوع مصر الى مصر المسلمين ومصر المسيحيين.. مصر التاريخ والازهر والكنائس.. الى كل من يعيش على هذه الارض تحية واجبة وحق علي ان اكون لهم الاخ والاب والمواطن المصري مثلهم الذي يحمل همومهم، اقف منهم جميعا على مسافة واحدة فكلهم احبائي واهلي وعشيرتي». واكد «لسنا بصدد انتقام او تصفية حسابات ولكننا ننطلق الى الامام».
واضاف «كلنا نسعى الى الاستقرار والى الدولة المدنية المصرية الوطنية الديمقراطية الحديثة». غير ان سلطات الرئيس قلصت بمقتضى الاعلان الدستوري التكميلي الذي حرمه من اي سلطة على القوات المسلحة اذ نص على انه «يختص المجلس الاعلى للقوات المسلحة بالتشكيل القائم وقت العمل بهذا الاعلان الدستوري بتقرير كل ما يتعلق بشؤون القوات المسلحة وتعيين قادتها ومد خدمتهم ويكون لرئيسه حتى اقرار الدستور الجديد جميع السلطات المقررة في القوانين واللوائح للقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع». ولكن نفس الاعلان الدستوري يسمح للرئيس بتشكيل الحكومة وتعيين الوزراء بمن فيهم وزير الدفاع وفق ما لاحظه عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة ممدوح شاهين.
احتفالية تسليم السلطة
من جهته أكد عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة اللواء محمد العصار أن القوات المسلحة ستسلم السلطة للرئيس المنتخب في احتفالية كبرى نهاية الشهر الجاري سيشهدها العالم كله، مضيفا ان مصر دولة ديمقراطية حديثه تعلي كل قيم الديمقراطية، وان القوات المسلحة جزء من هذه الدولة تحافظ على الوطن وكذلك على هذا الشعب.
وقال العصار في مؤتمر صحفي مشترك مع عضو المجلس العسكري اللواء ممدوح شاهين ان الشعب المصري سيشهد تسليم القوات المسلحة السلطة الى الرئيس الذي سيعلن انتخابه رسميا من خلال اللجنة العليا للانتخابات، وأن هذا سيعد دليلا على أن القوات المسلحة وعدت وأوفت. وأضاف: إن رئيس الجمهورية المنتخب سيتسلم كل السلطات المخولة لرئيس الجمهورية غير منقوصة وبكامل الاحترام.
واختتم العصار تصريحاته بالتأكيد على أن الرئيس المدني هو مصري وانه لا فرق بين مدني وعسكري وإن المعيار الوحيد هو ان تكون مصريا. وكان المتحدث العسكري المصري يرد على الانتقادات التي تهاطلت بعد اصدار المجلس العسكري الاعلان الدستوري التكميلي وهو اعلان رأت فيه احزاب ومجموعات سياسية تلغيما لمهمة الرئيس القادم وتقليصا لدوره.
وبالمقابل قالت مصادر من حركة الاخوان المسلمين ان الرئيس الجديد سيحصل على كامل سلطاته وحتى على سلطة التشريع التي حصل عليها المجلس العسكري بعد حل البرلمان بموجب حكم قضائي.