رغم مرور أكثر من 70 يوما على بداية استغلاله، إلا أن التدشين الرسمي للخط الحديدي المُكهرب تونس برج السدرية لم يتم إلا يوم أمس.. قال السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة لدى اشرافه أمس على تدشين القطار المُكهرب للضاحية الجنوبية (تونس برج السدرية) ان تدشين هذا المشروع بصفة رسمية، بعد مرور شهرين ونصف تقريبا على بداية استعماله من قبل المواطنين، هوحركة رمزية ارتأى من خلالها المسؤولون في الحكومة أن يكون الشعب هو أول من يدشن مثل هذه المشاريع الكبرى اولا ثم يأتي دور المسؤولين فيما بعد باعتبار أن هذه المشاريع من الشعب وإليه. وأضاف الجبالي في كلمة موجزة ألقاها بالمناسبة أن هذا المشروع يُعد من المشاريع المتطورة في تونس باعتباره أدخل صورة جديدة للنقل الحديدي في بلادنا ، وهي الصورة التي ظلت مرتبطة طيلة السنوات الماضية بعدة جوانب سلبية للقطار التونسي بشكل عام ولقطار الضاحية الجنوبية بشكل خاص مثل البطء وسوء حالة العربات والأعطاب المتكررة. وركب رئيس الحكومة القطار المكهرب في رحلة بين تونس – حمام الانف – تونس رفقة وزير النقل عبد الكريم الهاروني ور.م.ع. الشركة الوطنية للسكك الحديدية وعدد من مسؤولي وإطارات وزارة النقل وشركة السكك الحديدية . كما حضر في رحلة التدشين سفراء اليابان وكوريا وفرنسا باعتبار مساهمة هذه الدول في تمويل وتنفيذ المشروع بمختلف جوانبه إلى جانب دولتي إيطاليا واسبانيا .
قطع مع الماضي
يعول مسؤولوالنقل في تونس على هذا المشروع ليكون دافعا ومشجعا على تطوير شبكة السكك الحديدية والنقل الحديدي في تونس والتي كانت تسير في السنوات الأخيرة لنظام بن علي نحوالتدهور وكانت هناك نية للتخلي عن جانب كبير منها مثل خطي تونس – بنزرتوتونس – غار الدماء ، بعد أن وقع التخلي سابقا على خط سوسةالقصرين وخط ماطرباجة ..
عزم على التطوير
قال وزير النقل عبد الكريم الهاروني بالمناسبة أن الدولة ستركز في قادم السنوات على تطوير شبكة السكك الحديدية لتحقق من وراء ذلك تطورا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي لأنه لا يوجد بلد متطور في العالم تخلى عن القطار . وأضاف ان الأمر لن يقتصر على النقل الحديدي فحسب بل سيشمل النقل بشكل عام مؤكدا على أن تطوير وتعصير النقل العمومي يجعل المواطن يقوم بخلاص معلوم التذكرة ويحافظ على التجهيزات (وهو ما أثبتته التجربة حسب الوزير بالنسبة لمتروالمروج مثلا أوقطار الضاحية الجنوبية المكهرب أوالقطار السريع تونسسوسةصفاقس)، أما إذا كانت جودة النقل متواضعة ورديئة فان ذلك يشجع المواطن على «الترسكية» وعلى عدم المحافظة على التجهيزات .