تنتهي قريبا معاناة مستعملي قطار تونسبنزرتوتونسغار الدماء ، التي لازمتهم طيلة السنوات الماضية وفق ما أعلنته مصادر من الشركة التونسية للسكك الحديدية التونسية. ويعاني مستعملو الخطين الحديدين تونسبنزرتوتونسغار الدماء من تردي حالة القاطرات ومن طول الوقت المخصص للسفرة ومن الاعطاب المتكررة ومن السفرات الملغاة رغم أن عددهم (المسافرين) ما انفك يرتفع من سنة إلى أخرى ورغم الحاجة الشديدة لهذا القطار باعتباره يربط أكثر من مدينة كبرى بالعاصمة (ماطر – منزل بورقيبة – الجديدة – منوبة – بنزرت) .
تخلي
ظل هذين القطارين طيلة سنوات محل تذمر شديد من مستعمليه عبر وسائل الاعلام وعبر الشكايات المباشرة لكن لم يلقوا أية آذان صاغية في عهد النظام السابق . وقد كانت نية نظام بن علي – حسب مسؤولين من شركة السكك الحديدية – التخلي تماما عن خط تونس – بنزرت ومن بعده خط تونس – غار الدماء وذلك لأسباب مجهولة وعلى علاقة على ما يبدوبدعم النقل العمومي البري على حساب النقل الحديدي خدمة لبعض المصالح المالية لمقربين من بن علي (وكلاء بيع السيارات والشاحنات والحافلات واللواجات) .
معجزة
قال السيد عبد الرحمان قمحة الرئيس المدير العام للشركة في لقاء اعلامي أن الأشهر القليلة القادمة ستشهد الشروع في تجربة قاطرات جديدة على خط تونسبنزرت تم اقتناؤها من الصين . وسيتم في مرحلة أولى ( خلال سبتمبر) استغلال قاطرتين على هذا الخط لتنضاف لها في الاشهر الموالية (قبل ديسمبر 2012) قاطرات أخرى، وسيقع اتباع التمشي نفسه بالنسبة لخط تونسغار الدماء وذلك بعد ادخال تحسينات على السكك الحديدية. وقد تمت في هذا الإطار برمجة اقتناء 20 عربة من الصين من النوع المتطور والآلي. وقال بالحرف الواحد « هذان الخطان يشتغلان حاليا بمعجزة لا غير .. العربات متآكلة للغاية والسكك الحديدية في حالة رديئة ويذكراننا بوضعية السكك الحديدية منتصف القرن العشرين وكأننا بلادنا كانت في معزل عن التطور الذي شهده العالم طيلة السنوات الماضية في هذا المجال ولا بد من تحية لعمال واعوان وإطارات الشركة الذين يتحملون هذا العبء الثقيل إضافة طبعا إلى المسافرين .»
أضاف مسؤولون بشركة السكك الحديدية أن النقل الحديدي سيشهد خلال قادم السنوات قفزة نوعية وملحوظة من خلال إعادة الحياة لعدة خطوط مهجورة مثل خط سوسةالقصرين وانشاء خط جديدي بين النفيضة والقيروان واحياء خط ماطرباجة وقد تنضاف لها خطوط اخرى تربط بين المدن الداخلية والمساهمة في الخط المغاربي بالتعاون مع ليبيا والجزائر (يربط أقصى الشمال الغربي برأس جدير). وحسب وزير النقل والمسؤولين المذكورين فان الهدف ليس فقط اعادة تشغيل هذه الخطوط بل تعصيرها وجعلها مواكبة للتطورات من ذلك مثلا التخطيط لقادم السنوات لكهربة كل الخطوط بلا استثناء وجعلها مكيفة وربطها بتكنولوجيات الاتصال الرقمية المتطورة وتعصير المحطات وتوفير السلامة والأمن للمسافرين في المحطات والعربات .
وقال الوزير إن هذا ليس بمستحيل خاصة أن الرغبة السياسية متوفرة والمُمولون من مختلف دول العالم يتنافسون لمساعدة تونس في هذا المجال وتونس تتوفر على امكانيات بشرية قادرة على النجاح في مجال النقل الحديدي.